خلال فعاليات اليوم الأول من الدورة التدريبية المشتركة للأئمة المصريين والسودانيين بأكاديمية الأوقاف الدولية
أ . د / هيثم الحاج علي :
ينبغي للداعية أن يكون واسع الثقافة
غزير المعلومات
ومخاطبة الناس على قدر عقولهم
قضية محورية من قضايا العصر
في ضوء التعاون العربي المثمر ، وامتدادًا لدور مصر المحوري في تفنيد الفكر المتطرف وشبهات المتطرفين ودحض أباطيلهم ، وفي إطار خطة الوزارة في التدريب والتأهيل والتعاون الدولي والإقليمي تواصلت فعاليات اليوم الأول الاثنين الموافق 21 / 12 / 2020م للدورة التدريبية المشتركة للأئمة المصريين والسودانيين بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين بمحاضرة لسعادة الأستاذ الدكتور / هيثم الحاج رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب ، تحت عنوان : ” فن الإلقاء ” ، وبمراعاة الاجراءات الاحترازية ، والضوابط الوقائية ، والتباعد الاجتماعي.
في بداية محاضرته أكد أ. د / هيثم الحاج أن العرب كانوا يتمتعون بذاكرة حفظ قوية، فمن خلال هذه الذاكرة حُفظ القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، ودواوين الشعر العربي، حتى ظهر عصر التدوين ، وشهدت الكتابة تطورًا هائلًا ورائعًا ، واستوردت اللغات الأخرى من اللغة العربية ما يزيد عن (١٠٠) ألف كلمة من اللسان العربي ، مفرقًا سيادته بين اللغة وبين الكلام وبين اللسان ، فاللغة هي : القواعد التي ينتظم عليها كلام الناس بتوافقهم على إيقاع الألفاظ على المعاني ، بينما اللسان هو: كل ما يستخدم في التواصل داخل المجتمع ، أما الكلام فهو: مفردات اللغة .
وأضاف سيادته أنه ينبغي للداعية أن يكون واسع الثقافة غزير المعلومات في مناحي العلوم المختلفة ، لا سيما علم اللغة إذ هي أساس التواصل بين أفراد المجتمع، وأصل لفهم مقاصد الدين، وأساس لصناعة الهوية والمحافظة عليها ، مبينا سيادته أن التواصل الجيد ينبغي أن يكون من الجانبين ، جانب المرسل وجانب المستقبل ، مضيفًا أن أسوأ أنواع الخطاب أن يكون من جانب واحد بأسلوب الفرض لا العرض ، يقول تعالى: “ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ” ، وكلما كانت لغة الداعية قوية كان التواصل قويًا ، وجاذبًا للمتلقي فاللغة قاسم مشترك وجانب قوي بين المتلقي والمرسل، والمعاني المضمرة داخل اللغة تحوي أسرارا عديدة .
وبين سيادته أن مخاطبة الناس على قدر عقولهم قضية محورية من قضايا العصر، وأن هناك مشاكل عدة قد تظهر بسبب عدم موافقة الكلام لمقتضى الحال ، فتحدث قطيعة بين الخطاب وبين بعض شرائح المجتمع ، وقد خاطب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الناس بما يفهمون فقال: لَيْسَ مِنْ امْبِرِّ امْصِيَامُ فِي امْسَفَرِ ، وموضحًا أنه قد تكون رؤيتك صحيحة لكن هناك رؤيا أخرى ينبغي أن تكون بجانب رؤيتك .