كان الكفار في جاهليتهم يعظمون الأشهر الحرم ، فيحرمون فيها القتال ، كما كانوا يحفظون للبيت الحرام والأماكن المقدسة حرمتها ، ثم جاء الإسلام فزاد بيت الله الحرام تعظيما ومهابة ، وأكد على حرمة الدماء والأموال والأعراض .
وها نحن في الأشهر الحرم ابتلينا بأناس لا يرقبون في الدماء حرمة ولا عهدًا و ذمة ، يقتلون غدرًا وخيانة ، في الحل أم في الحرم ، وقد نهى الإسلام عن كل ألوان الغدر والخيانة ، فقال سبحانه وتعالى : ” وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء” (الأنفال : 57) ، أي فاطرح إليهم عهدهم ، وأعلمهم بانقضاء العهد الذي بينك وبينهم ، ولا تأخذهم على غرة في عهدهم .
ولكن هؤلاء الإرهابيين الذين صنعتهم الأيدي الصهيونية والاستعمارية لتحقيق أغراضها وأهدافها في السيطرة على منطقتنا لا علاقة لهم بالدين ، ولا بالإسلام ، ولا بالآدمية ، ولا حتى بالقيم التي حافظ عليها الكفار في جاهليتهم ، مما يتطلب جهودًا كبيرة في التوجيه الديني والفكري والثقافي والتربوي من كل مؤسسات الدولة لتحصين المجتمع وبخاصة الشباب من الوقوع في براثن هؤلاء فكريا أو تنظيميا .