يسر المركز الإعلامي أن يتوجه بالشكر للإعلامي الكبير الأستاذ مجاهد خلف على إسهامه الفكري المبكر حول موضوع مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وهذا نص مقاله بعنوان :
أخطاء المسلمين و خطاياهم !!!
ليس هناك احد على وجه الارض يشك في ان المسلمين اليوم ارتكبوا- و لا يزالون – اخطاء كثيرة و حماقات بحق دينهم و انفسهم .. و لا احد يشك ايضا في ان هذه الاخطاء تحولت الى خطايا و هم يعلمون.. و هذه هي الطامة الكبرى .. و مع الادراك الواضح للاخطاء و الخطايا فان الحبل متروك على الغارب لكل العابثين و المتربصين بالداخل و الخارج على السواء .. ووصل الامر الى اللحم الحي والضرب في العظم- كما يقولون و صار الهجوم على الدين و العقيدة امرا طبيعيا بل و يعتبره البعض من موجبات الحرية و التعبير واحد العلامات الدالة عليها و المؤكدة لوجودها.. و استبيح الدين مع هوجة الاستباحات العظمى لكل شئ الفضيلة و الاخلاق و الوطن و الوطنية و الاعراض و كل انواع الحقوق ..
لااعتقد انه في مرحلة تاريخية ما حتى في اشد عصور و فترات الانحطاط .. قوبلت الهجمة على الاسلام كدين و النيل من المسلمين كاتباع بمثل هذا الخنوع و الخضوع و الصمت المزرى .. بل ان مما يدمي القلب ان اصبح المسلمون انفسهم شركاء في الجريمة و احد اكبر معاول الهدم .. انهم اقوى و اشرس و اعنف و اقذر الحلفاء في الحرب على الاسلام..
نعم المسلمون – كل المسلمين شركاء في الحرب على الاسلام.. منذ ان سقطوا في آبار الفتنة اللعينة سواء التى حفروها بانفسهم او تلك المحفورة لهم من قبل او ساهموا في حفرها و هم غافلون ..
استفحال الاخطاء و الخطايا اظهر حالة الانفصام الحادة بين عظمة الاسلام الذي ارسله الله للبشر اجمعين
و من المفارقات انه كانت هناك حالات ادراك مبكر وتصورات واقعية عن خطورة الانفصام الواقع بين المسلمين كافراد و سلوكياتهم و هذا الدين العظيم .. و في كل فترة تدق اجراس الانذار محذرة من الكارثة حتى من قبل ان يزور الامام محمد عبده اوروبا و يقول قولته الشهيرة التى توج بها مشاهداته و ملاحظاته.. رايت هناك – في اوروبا – اسلاما بلا مسلمين و هنا ارى اسلاما بلا مسلمين ..
تواردت كل هذه الخواطر و غيرها الى ذهنى و نحن في خضم مناقشات جادة في الاجتماع المشترك للجنتى الاعلام الدينى و المستجدات المعاصرة بالمجلس الاعلى للشئون الاسلامية بحضورالوزير المشتعل حراكا على الساحة و لا يكاد يهدأ و لا تتوقف مفاجآته كل يوم على صعيد الدعوة الدكتور محمد مختار جمعة .. الوزيرعرض ضمن قضايا مهمة و خطيرة موضوع المؤتمر القادم للمجلس في دورته السنوية الجديدة و عنوانه : عظمة الاسلام و أخطاء المسلمين ..
كنت من انصار ان يكون العنوان واقعيا وحقيقيا حتى و صادما .. بل تمنينت ان لو استبدلت كلمة الاخطاء بالخطايا .. الوزير بذكاء شديد اجرى تصويتا على العنوان و اخذ موافقة بشبه اجماع على العنوان و ما يتبعه من محاور بالغة الاهمية و الحساسية ..
خطورة الموضوع انه وضع المشرط على الجرح .. وتوقف امام مناطق الوجع .. و الاهم من كل ذلك انه بعيد كل البعد عن اي اتهامات بالمزايدة او المتاجرة السياسية الامر الذي يلقي بالمسئولية الكبيرة على الجميع من مفكرين اسلاميين و غيرهم .. كلنا شركاء في المسئولية .. التشخيص و العلاج .. خاصة و حقيقة الاسلام كدين معلومة.. الحقيقة التى اضطر الخصوم و اشد المحاربين للاسلام الى الاقرارو الاعتراف بها فجاة .. جاء الاعتراف و الاعلان اضطراريا في سياق البحث عن تحالف لحماية مصالحهم و تحقيق اهدافهم الخبيثة و منها بكل تاكيد ضرب الاسلام و زعزعة استقرار المنطقة الاسلامية دائما ..
و اقرأ ان شئت تصريحات كبار المسئولين الغربيين في امريكا و اوروبا اخيرا في اطار السعي لتكوين تحالف لمواجهة تنظيم داعش الارهابي ..
أخطاء الاسلاميين او المنتسبين الى الاسلام هي التى قطعت الاسلام الى مائة اسلام .. سني .. شيعى ..وسطي معتدل .. المتطرف .. المتشدد .. المصري الاروروبي .. التركى .. الباكستانى .. الصيني التايوانى .. و اسلام الجماعات .. و الجمعيات .. اسلام التمويل الاجنبي و المذهبي .. و غير ذلك من اسلامات .. مع ان الاسلام واحد و دين الوحدة و التألف و التقارب..لكنها الاخطاء التى استهزأنا بها ودفعت للتحلل شيئا فشيئا حتى تفلتنا من الدين و تفلت منا كما تتفلت المياة من الاصابع ..
كل هذه الصور جعلت العالم الحر كله في حيرة و من قبلهم المسلمين انفسهم و الشباب المتطلع الى التمسك باهداب الدين .. او الراغبون في الهداية او الباحثون عن ظلال وارفة سمعوا بها عن الاسلام بعد ان ضاقوا ذرعا بخرافات ووثنيات و خزعبلات عبدوها و نظريات وايديولوجيات زادتهم حيرة و اغرقتهم في ظلمات البحث عن ملجأ او طريق نجاة حقيقي .. هذه الحيرة هي التى جعلت البعض يتهكم و يقول اي اسلام نتبع وفق اي نظريات نسير.. وهو اتجاه يتم نعزيزه لتشويه الصورة اكثر و اكثر .. لاعطاء مساحات اوسع للضلال و التضليل بين الشباب والمتطلعين و المتشوفين الى الاسلام..
اذكر انه في نهاية الستينيات قامت وزارة الخارجية بعمل حصر للقضايا المثيرة للجدل و الاختلاف بين المسلمين و الجاليات الاسلامية في الخارج .. و قدمت الوزارةالاسئلة الى مشيخة الازهر لتقديم اجابات شافية عنها وبالفعل بحثت المشيخة الامر ..و بدلا من تكليف عالم بالرد رأت اجراء مسابقة بين كل العلماء لتقديم اجابات علمية.. و البحث الفائز تم ترجمته الى عدد من لغات العالم الرئيسية .. و قد كان
لذلك ارجو من السيد وزير الخارجية سامح شكري و قد كان سفيرا لمصر في واشنطن و عدد من الدول الغربية ان يتبنى الامر و يصدر توجيهاته لسفاراتنا بالخارج لعمل حصر للقضايا الخلافية بين المسلمين في الخارج و التى تساهم في حرب التشويه و تقديمها بصورة صادقة الى الازهر والاوقاف كمساهمة جادة في عملية ازالة الغبار و محو الاثار السيئة و الاتهامات الباطلة التى يحاولون الصاقها بديننا الحنيف
وهذه المهمة لا علاقة لها بما ستقوم به المراكز الاسلامية بالخارج ..لان الرؤية السياسية و الدبلوماسية لها ابعاد اخرى متميزة..
.. نأمل ان نكون جميعا على قدر التحدي حسبة لله و الدين و الوطن