وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة من مسجد “الرحمة” بمدينة رأس البر بمحافظة دمياط : الهجرة غير الشرعية نوع من المخاطرة بإلقاء النفس في التهلكة وقتل الإنسان نفسه أو غيره من أعظم الكبائر
ويؤكد : قاتلٌ من عرض حياة الناس للخطر فهلكوا الدولة المصرية نجحت في تحويل مراكب الموت إلى مراكب للنجاة ونحذر الشباب المخاطر بحياته من الوقوع في أيدي الجماعات الإرهابية ونطالب بتحرك دولي لردع المتاجرين بحياة البشر ومجندي المرتزقة
ويؤكد :
دعم المنتج الوطني بيعًا وشراءً وتجارة
يسهم في توفير فرص عمل حقيقية للشباب
وحرمة الدول كحرمة البيوت وأشد
ولا يجوز دخول الدول إلا بالضوابط القانونية لدخولها
ألقى معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خطبة الجمعة بـمسجد “الرحمة” بمدينة رأس البر بمحافظة دمياط اليوم الجمعة 27 / 11 / 2020م ، بعنوان: “الهجرة غير الشرعية والحفاظ على الأنفس” , بحضور معالي السفيرة/ نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج , ومعالي الدكتورة/ منال عوض محافظ دمياط , والأستاذ/ إسلام إبراهيم نائب محافظ دمياط , واللواء / خالد إبراهيم مدير أمن المحافظة , واللواء/ محمد رأفت همام السكرتير العام للمحافظة , والأستاذ الدكتور/ أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب , وفضيلة الشيخ/ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف , وفضيلة الشيخ/ محمد سلامة وكيل وزارة الأوقاف بدمياط , ولفيف من القيادات الدينية والتنفيذية بمحافظة دمياط ، وبمراعاة الضوابط والإجراءات الوقائية.
وفي بداية خطبته أكد معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الهجرة غير الشرعية قد تؤدي إلى الهلاك المحقق للأنفس , وأن الحفاظ على النفس من المقاصد السامية التي أجمعت عليها جميع الشرائع السماوية , وأن قتل النفس من أعظم الكبائر , سواء كان الإنسان قاتلًا لنفسه أو لغيره , عمدًا كالانتحار أو شبه عمد كمن يخاطر بركوب سفينة متهالكة تودي به إلى الهلاك , أو كمن يخاطر بركوب سفينة تحمل فوق حمولتها الطبيعية كما يفعل تجار البشر ومجندي المرتزقة ، مشيرًا إلى أن بعض الشباب قد يجادلك فيقول: إما أن أحقق الثراء الواسع الذي أحلم به , أو أموت فأستريح , يقول الشاعر:
وَلَو أَنّا إِذا مُتنا تُرِكنا لَكانَ المَوتُ راحَةَ كُلِّ حَيِّ
وَلَكِنّا إِذا مُتنا بُعثِنا وَنُسأَلُ بَعدَ ذا عَن كُلِ شَيءِّ
موضحًا أنه إذا كان الموت في سبيل الله وفي سبيل الوطن فأنت في نعمة أما إن كان الموت قتلًا للنفس فإن الله تعالى يقول: “وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”, فمن أقدم على قتل نفسه كان أشد جرأة على قتل الآخرين , والأديان كلها حريصة على سلامة الأنفس، مؤكدًا معاليه أن حرمة الدول كحرمة البيوت لا تُدخل إلا بإذن ، فكما لا يجوز لك أن تدخل بيت أحد إلا بإذنه ، فإنه لا يجوز لك أيضًا أن تدخل بلدًا إلا بإذن أهلها المعتبر من الجهة المخولة قانونًا بذلك ، وليس من خلال العصابات أو جماعات التهريب ؛ حتى لو كانوا من أهل البلد التي تريد دخولها , محذرًا معاليه الشباب من الوقوع في أيدي الجماعات الإرهابية.
كما أكد معاليه أنه يجب علينا أن ننسب الفضل لأهله ؛ فالدولة المصرية في السنوات الخمس الأخيرة أحدثت نقلة نوعية في تحسين الأحوال المعيشية والبنية التحتية لأبنائها , وأقامت مشروعات كبرى قد حدت إلى حد كبير من الهجرة غير الشرعية , واستطاعت أن تحول مراكب الموت إلى مراكب النجاة وأطلقت مبادرة “مراكب النجاة”، ولكي نعظم من هذه المبادرة على المستوى الوطني والإنساني لابد من مزيد من الجهد ولابد أن نعمل وبقوة وبتدين وبوطنية على تشجيع المنتج الوطني , موضحًا أنه لابديل عن تشجيع المنتج الوطني بيعًا وشراء واستخدامًا وتجارةً ؛ فالمستهلك عليه أن يعظم اقتصاد بلده بتشجيع المنتج الوطني , والعامل والصانع ورجل الأعمال يجب عليهم أن يجودوا الصنع , وأن يعملوا على تقوية الاقتصاد الوطني , فتقوية الاقتصاد الوطني يسهم في مزيد من فرص العمل أمام شبابنا لنجنبهم الهجرة خارج بلادهم , مخاطبًا معاليه المجتمع الدولي بحتمية تشديد الخناق ومحاسبة الدول الراعية للإرهاب والمشجعة للهجرة غير الشرعية التي تجند المهاجرين غير الشرعيين لصالح الجماعات الإرهابية , فالإرهاب لا دين له ولا وطن له ولا ملة له ولا خلق له ولا حدود له ؛ فهو عابر للحدود والقارات يأكل من يأويه ويدعمه إن اليوم أو غدًا , ومن يتردد في مكافحة الإرهاب لابد أن يكتوي بناره.
مختتمًا معاليه أنه على العالم وعلى الدول ذات الاقتصاديات الكبيرة ألا تنسى الدول الفقيرة سواء من حيث التكافل الإنساني أم من حيث الاستثمار في هذه الدول , فالذي يُخرج الشباب من دولهم هو ضعف فرص العمل , فعندما يتكافل العالم يحدث التوازن والاستقرار , لأن العالم كركاب السفينة إما أن تنجو – وهذا لا يتأتى إلا بتكافل إنساني وتعاون مع تخلص البشرية من الأنانية – وإما أن يستشري الإرهاب وتغرق السفينة بكل من فيها .