تعليقًا على تصريحات معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة في توديعه للفوج الأول من حجاج بيت الله بمطار القاهرة يوم الخميس الماضي 11 / 9 / 2014م كتب الكاتب السعودي الكبير مطلق المطيري في صحيفة الرياض السعودية تحت عنوان : ” السلوك المصري في الحج ” ، والذي جاء فيه :
“فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ” آية كريمة تحدد سلوك المسلم في أداء فريضة الحج، اتبعها برضا وإيمان الكثير من المسلمين وخرج عنها القليل من حجاج السياسة الذين يريدون أن يحولوا بيت الله الحرام إلى منبر سياسي تتلى فيه البيانات السياسية، وتستبدل فيه الشعائر بشعارات التصفيات وصراعات أحزاب الدنيا، ويكون فيه الحج ميدان احتجاج يعظم به زعيم ويهان زعيم آخر.
سبقت مصر هذا الموسم والنوايا والاحتمالات بتعليمات مؤمنة بآيات الله ومحرماته فبادرت في سابقة تسجل لها في التاريخ فقد قال وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة: “إن بلاده تنوي ترحيل ومحاكمة من يستغل موسم الحج بالأراضي المقدسة في المملكة لأغراض سياسية بما فيها رفع شعارات ذات طابع سياسي”. بمثل هذا التصريح تحفظ مصر لنفسها مكانة الريادة في العالم الإسلامي وعياً وإيماناً.. ، وهذا الموقف لا يُقرأ بأنه تعليمات مسؤول لمجموعة خاصة من الناس تتجه لمهمة أو واجب خاص، بل يجب أن ينشر بكل أرجاء العالم ليعلم المسلم أين ما كان أن القدوة الحسنة بدأت بنفسها فهل من متبع أو شاكر أو معترف لأهل الفضل بفضلهم؟ فمصر العظيمة هي مصر القدوة وعندما تنوي تفعل.. التعليمات المصرية للحاج المصري ليست تهديدات بعقاب، بل رحمة بالحجاج واتجاه أمين لقبول عمل الحاج، فدين الله لا يفسر في بيانات سياسية بل بكتابه العزيز “…… ولا جدال في الحج” فالوزير المصري أراد أن تكون هذه الآية هي سلوك المواطن المصري في الحج.
مصر أعلنت عن موقفها ونواياها وسلوكها في موسم الحج، فماذا يقول أهل العالم الإسلامي في البلدان الأخرى؟ فهل لله ومقدساته يحجون أم أن بعضاً من الحجاج لزعمائهم وقضاياهم السياسية يحرمون ويلبون، الله والإيمان والعقل يقولون إن الحج لله، فمن تعذر إيمانه أو موقف دولته عن طاعة الله هل يقبل منه هذا التعذر غير الأمين؟ افتوا ياعلماء الإسلام بعلم في حق هذا التعذر والتجاوز، فالحج فريضة وركن لا يؤدى إلا بعلم الله، من موقف مصر الرباني نريد أن نسمع موقفاً لمنظمة مؤتمر العالم الإسلامي الناطقة باسم جميع المسلمين، فبلاد الإسلام اليوم في نزاعات خطيرة لم يشهدها التاريخ من قبل فقد استعرت نار الأحقاد والانتقام وأصبحت الكراهية مشروعاً محتملاً ليس في كل بلد إسلامي بل في النفوس – أيضاً – لذا يجب أن يكون موقف منظمة المؤتمر الإسلامي هذا الموسم مختلفاً عن المواسم السابقة، وعليها أن تعلن من كل عاصمة إسلامية أو باسمها عن تجريم كل عمل سياسي في موسم الحج، فإن كان مشروع الكراهية محتملاً فليكن قرار منعها في موسم الحج قراراً أكيداً، فمثل قرار مصر العظيمة نريد قراراً إسلامياً عظيماً.
والمركز الإعلامي لوزارة الأوقاف يتوجه بكل الشكر والتقدير للكاتب السعودي الكبير على هذه الرؤية الإسلامية العربية الأصيلة ، ويتمنى أن يكون موقف العالم الإسلامي كله متبنيًا لقضية إبعاد المناسك والمشاعر عن التوظيف السياسي للدين ، ذلك التوظيف الذي تعاني المنطقة كلها من ويلاته .