خلال افتتاح فعاليات أولى دورات ” الاستخدام الرشيد لمواقع التواصل الاجتماعي” للأئمة بمعسكر أبي بكر الصديق بالإسكندرية د/ هشام عبدالعزيز: المبادئ والقيم لا تتجزأ والإنسان السوي له وجه واحد وشر الناس ذو الوجهين د/ عبدالرحمن نصار : وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين وينبغي نشر ثقافة التعامل الإيجابي مع وسائل الاتصال الحديثة
في إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالتأهيل والتدريب النوعي التراكمي المستمر ، وفي ضوء التوعية المستمرة والعمل على رفع كفاءة جميع العاملين بالوزارة ، وبرعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف انطلقت اليوم الخميس 19 / 11 / 2020م فعاليات أولى دورات ” الاستخدام الرشيد لمواقع التواصل الاجتماعي” ، بمعسكر أبي بكر الصديق بالإسكندرية ، بمحاضرتين للدكتور / هشام عبد العزيز أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، والدكتور / عبد الرحمن نصار وكيل مديرية أوقاف الإسكندرية ، وبحضور الشيخ / عبدالفتاح عبدالقادر جمعة المساعد العلمي لمدير عام التدريب ، وبمراعاة الإجراءات الاحترازية، والضوابط الوقائية، والتباعد الاجتماعي .
وفي بداية الافتتاح قدم للمحاضرة الشيخ / عبدالفتاح عبدالقادر بأن هذه الدورات تنطلق وفق رؤية مستنيرة لمعالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والتي تستهدف جميع الأئمة بوزارة الأوقاف لرفع الوعي بوسائل وطرق التفاعل إيجابا وسلبا عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وكذلك الوقوف على مخاطر ومحاذير الاستخدام السيئ لها ، وأخذ الحيطة من الانزلاق خلف الصفحات الوهمية، والمواقع المشبوهة .
وفي بداية محاضرته أكد د/ هشام عبدالعزيز أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ذات أثر فاعل بشكل كبير ، فهي وسيلة قوية للتأثير والتأثر في المجتمع الذي نعيش فيه ، وأصبح الفيسبوك ليس له حدود في نقل المعلومة حتى ولو كانت غير صحيحة ، مع أن القيم لا تتجزأ ، والمباديء لا تتغير ، كما أن الصفحات الوهمية أثرها خطير ، حيث إنك تتعامل مع شخصية مجهولة الهوية .
مؤكدا أن الإنترنت يقدم خدمة جليلة لاسيما لطلاب العلم، حيث إن المعلومات أصبحت متاحة بكل سهولة ويسر ، وهو جانب إيجابي رائع جداً ومتميز ، لكن على الجانب الآخر تحمل وسائل التواصل الاجتماعي كمًا هائلًا من الشائعات التي ينبغي أن نتثبت منها ، يقول تعالى :”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ” ، ويقول سبحانه : “إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” ، فلابد من التثبت والتمحيص والتدقيق ، حتى لا يندم الإنسان على أمر قام بنشره أو مشاركته على صفحته الخاصة، ولا يمكنه تدارك ما نشأ عنه من آثار سلبية وخيمة.
وبين أن الإنسان السوي له وجه واحد فشر الناس ذو الوجهين ، وأن من أعظم الجرائم كشف أسرار من ائتمنك واختلاس التسجيلات للناس خارج القانون ، ومن الفظاعة أن يفقد العالم إنسانيته ويتحول إلى غابة موحشة.
وفي محاضرته أكد د / عبد الرحمن نصار أن أهم اختراعات عرفت في تاريخ البشرية: المطبعة ، والإنترنت ، والتلفزيون، والتليفون ، وجميعها في عالم الاتصال والتواصل ، بل أصبحت تجارة التكنولوجيا من أهم التجارات الرائجة في الواقع المعاصر ، كما أصبحت رقمًا مؤثرا في عالم المعرفة والاقتصاد والسياسة أيضا .
كما أكد أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لها فوائد إيجابية كثيرة ، وأصبحت حيوية وضرورية للغاية ، لكن المعلومات المتداولة قد تكون غير دقيقة ، وقد تكون غير منضبطة ، لهذا ينبغي على الدعاة والأئمة نشر الآداب التي ينبغي التحلي بها من خلال نشر ثقافة عدم التجسس ، يقول تعالى : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ” ، ونشر ثقافة التثبت قبل التشيير وقبل الترويج ، وقبل الإعجاب.