خلال لقائه بأئمة وقيادات الإسماعيلية وزير الأوقــاف : هناك ضرورة ملحة للوعي بما تتطلبه المرحلة الراهنة الأقوال الراجحة ليست معصومة والأقوال المرجوحة ليست مهدومة
من يموت منا دفاعًا عن الكنيسة كمن يموت دفاعًا عن المسجد ومصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان
في إطار المتابعة الميدانية لأعمال الدعوة والاطمئنان على سيرها بالمديريات الإقليمية , وفي ضوء رسالة الأوقاف المجتمعية, والاهتمام ببيوت الله (عز وجل ) مبنى ومعنى ، عقد معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة لقاءً بقيادات وأئمة الأوقاف بمحافظة الإسماعيلية اليوم الجمعة 13 / 11 / ٢٠٢٠م بحضور سيادة اللواء أ.ح / شريف فهمي بشارة محافظ الإسماعيلية وعدد من القيادات الدعوية والتنفيذية والشعبية بالمحافظة ، وبمراعاة الضوابط والإجراءات الوقائية .
وفي بداية اللقاء وجه معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الشكر لسيادة اللواء أ.ح / شريف فهمي بشارة محافظ الإسماعيلية ، و قيادات المحافظة على هذه الدعوة الكريمة ، موجهًا الأئمة بضرورة الوعي بما تتطلبه المرحلة الراهنة ، مشيرًا إلى أن موضوع خطبة اليوم يتناول أدب الحوار والتعبير عن الرأي ، موضحًا أن المراد بالحوار هو الحوار الهادف الراقي الذي يقوم على العقل والمنطق والحجة والبرهان ، وقد قالوا قديما : العاقل يفكر قبل أن يتكلم والأحمق يتكلم دون أن يفكر، يقول (صلى الله عليه وسلم ) : ” إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه… ” ، ويقول تعالى : ” وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا” ، ويقول سبحانه: ” وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ” ، وسيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عندما مر على قوم يوقدون النار قال السلام عليكم يا أهل الضوء ولم يقل يا أهل النار ، ويقول تعالى: ” وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ “.
موضحًا معاليه أن هناك فرقا بين التعبير عن الرأي وادعاء احتكار الحقيقة ، فالرأي يعبر عن وجهة نظر صاحبه ولا يمكن أن يوصف بأنه يمتلك الحقيقة ، طالما لم يكن هناك نص قطعي الثبوت قطعي الدلالة لا يمكن أن يحمل على أي وجه غير الحقيقة ، مؤكدًا أن الأقوال الراجحة ليست معصومة ، والأقوال المرجوحة ليست مهدومة .
مشيرًا معاليه إلى أنه عندما يتحول الرأي إلى فحش وإيذاءات وسباب وشتائم وكذب وافتراء واجتزاء للأقوال وفبركة للأحداث لا يسمى برأي ، إنما الرأي هو الرأي المنضبط ، يقول تعالى: ” ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ” ، والحكمة هي العقل ، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) تعامل بهذه الحكمة مع الأعرابي الذي بال في المسجد ، هكذا يكون الحوار في الإسلام ، بناءً هادفًا إيجابيًا .
مؤكدًا أنه من يموت منا دفاعًا عن الكنيسة كمن يموت دفاعًا عن المسجد ، فقوى الشر لا تستهدف المسجد لذاته ولا الكنيسة لذاتها ، وإنما تستهدف الوطن بعينه ، فكل ما يدعو إلى البناء والتعمير فهو الدين الحقيقي ، وكل ما يدعو إلى التخريب والفساد ليس من الإسلام ولا من الأديان في شيء .
وفي نهاية اللقاء أهدى معاليه للسادة الحضور نسختين من كتابي: “حماية دور العبادة” ، و”حماية الكنائس في الإسلام” ، موضحًا أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان ، والدين والوطن يدفعان إلى الأسس المشتركة للحوار البناء ، وأننا جميعًا نحمي وطننا بكل مؤسساته ومقوماته .