قال معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة : لا شك في أن فقه الواقع والمتغيرات من أهم ما يجب أن يراعيه العلماء والمفتون في تناولهم للقضايا العصرية.
فالكثرة التي تدعو إلى المباهاة هى الكثرة العظيمة ، النافعة ، القوية ، المنتجة ، التي لا يمكن أن تكون عالة على الآخرين في طعامها أو غذائها أو كسائها أو دوائها ، أما كثرة كغثاء السيل فمدعاة لأن تتداعى علينا الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها ، فهي كثرة مذمومة لا ممدوحة .
وقد أكد القرآن الكريم على حق الطفل في الرعاية والإرضاع ، فقال الحق سبحانه وتعالى: ” وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ“ ، وهذا الإرضاع حق للطفل ، لدرجة أن بعض الفقهاء أطلقوا على اللبن الذي يرضعه الطفل من أم حامل لبن الغِيْلَة ، وكأن أحد الطفلين اغتال حق أخيه أو أن كلا منها قد اغتال جزءًا من حق أخيه.
وأضاف معالي الوزير : على أننا ينبغي أن نراعي طبيعة الزمان والمكان والحال والمرحلة وظروف كل دولة أو مجتمع على حدة ، فلا نطلق أحكامًا عامة ، ففي الوقت الذي تحتاج فيه بعض الدول إلى أيدٍ عاملة ولديها من فرص العمل ومن المقومات والإمكانات ما يؤهل لذلك يكون الإنجاب مطلبًا ، وتكون الكثرة مدعاة للتفاخر والمباهاة ، أما في الظروف الاستثنائية التي تمر بها بعض الدول في ظل ظروف لا تمكنها من توفير المقومات الأساسية من الصحة والتعليم والبني التحتية في حالة الكثرة غير المنضبطة، وبما يرجح أن تكون كثرة كغثاء السيل ، فإن أي عاقل يدرك أنه إذا تعارض الكيف والكم كانت العبرة والمباهاة الحقيقية بالكيف لا بالكم .