خلال ندوة للرأي بقناة النيل الثقافية
الدكتور/ أسامة فخري الجندي :
النبي (صلى الله عليه وسلم) علمه ربه
فأحسن تعليمه وأدبه فأحسن تأديبه
الدكتور/ على الله شحاته الجمال :
الرد على المسيئين للنبي (صلى الله عليه وسلم)
يكون بتعلم حكمته واتباع سنته والتحلي بأخلاقه
ننصر نبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم)
بالتأدب مع الأنبياء جميعًا تأدبًا
يليق بجاههم ومكانتهم
في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والمشاركات التثقيفية والتنويرية لقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان ، وفي إطار التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والهيئة الوطنية للإعلام في ملف تجديد الخطاب الديني ، ومن خلال الندوات المشتركة بين الوزارة وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري ، وبرعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، عقدت وزارة الأوقاف مساء الثلاثاء 3 / 11 / 2020م ندوة للرأي تحت عنوان: “من مواقف الشرف والنبل في السيرة النبوية المشرفة ” بمبنى الإذاعة والتليفزيون ، تحدث فيها الدكتور/ أسامة فخري الجندي مدير عام المساجد الحكومية بوزارة الأوقاف ، والدكتور/ على الله شحاته الجمال إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة , وأدار الندوة وقدم لها الإعلامي أ/ عمر حرب .
وفي كلمته أكد الدكتور/ أسامة فخري الجندي أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان حسن الخلق مع ربه ومع الناس ، ولم لا ؟ وقد علمه وأدبه ربه سبحانه وتعالى , يقول (صلى الله عليه وسلم) مفتخرًا بذلك : ” علمني ربي فأحسن تعليمي ، وأدبني ربي فأحسن تأديبي” , فأما حسن خلقه مع ربه فتمثل في تلقيه أحكامه وشرائعه وأوامره ونواهيه بالرضا والتسليم ، فلم يكن في حرج منها ، ولم يضق بها ذرعًا ، فكان أسرع الناس امتثالًا لأوامر الله (عز وجل) , أما أخلاقه مع الناس فقد تمثلت بشاشته ، وطلاقة وجهه (صلى الله عليه وسلم) للناس ، وكف الأذى عنهم ، والصبر عليهم ، كما كان (صلى الله عليه وسلم) خير الناس لأهله ، حسن المعشر لأزواجه ، يكرمهن ويحسن إليهن ، ويتلطف بهن ، ويعين أهله في عمل المنزل ، ويكون في حاجتهم , وقوله تعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) , تجاوز الأخلاق التي نتخلق بها حتى بلغ التمام والكمال في كل خلق , وهذا تقييم من الله تعالى لنبيه (صلى الله عليه وسلم) , فلا تقييم بعد تقييم الله , فلقد أنزله الله تعالى منزلته الحقة ، وهي أنه ذو خلق رفيع عظيم، وشهادة الله تلك إنما هي دليل على كمال سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ، وعلو شأنه ، وعظمة شخصيته , وقد جاءت هذه الآية تصف أخلاق النبي عليه السلام التي ظهرت على أحواله وسلوكياته ، فجمع في نفسه من كل فضيلة وخصلة جميلة ، فقد كان (صلى الله عليه وسلم) رفيقًا رحيمًا بالناس ، لين الجانب ، موفور العقل ، شديد الحياء ، كثير العبادة ، شجاعًا ، صبورًا، ذا مروءة ، كريمًا سخيًا ، إلى غير ذلك من الأخلاق الكريمة التي جُمعت في النبي (صلى الله عليه وسلم) , من ثم وجب علينا التأسي والقدوة بنبينا (صلى الله عليه وسلم) بقوله تعالى : ” لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا” , فهذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول اللّه (صلى اللّه عليه وسلم) ، في أقواله وأفعاله وأحواله ، في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته .
وفي كلمته أكد الدكتور /على الله الجمال أن الحديث عن الأخلاق حديث يتعلق بشخصية الإنسان فمنها ما كان فطرة في الإنسان جبله الله عليها ومنها ما يحتاج إلى اجتهاد ، وفي ذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأشج عبد القيس: ” إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم ، والأناة ” قال : يا رسول الله ، أنا أتخلق بهما ، أم الله جبلني عليهما؟ قال : بل الله جبلك عليهما، قال : الحمد لله الذي جبلني على خَلّتين يحبهما الله ورسوله ، وقد اتصف النبي (صلى الله عليه وسلم) بالحكمة والحلم ، فانظروا كيف تعامل مع من أساء إليه من أهل النفاق ، فكم من الأذى أصاب النبي (صلى الله عليه وسلم) من المنافقين وعلى رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول الذي نال الرسول (صلى الله عليه وسلم) منه أذًى كثيرًا حتى قالَ عُمَرُ لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) : دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَ هذا المُنَافِقِ، فَقالَ (صلى الله عليه وسلم): دَعْهُ، لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ.
كما بين فضيلته أن حسن التصرف من حسن العقل وحسن العقل من حسن الحكمة يقول (عز وجل) : “يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا” ، وقد كان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) حكيما في جميع تصرفاته صابرًا على أذى المشركين وغيرهم وكان يأمر أصحابه بالصبر على البلاء ، فعَنْ أَنَسٍ قَالَ : مَرَّ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ فَقَال: “اتَّقِي الله وَاصْبِرِي” ، فَقَالَتْ : إِلَيْكَ عَنِّي ، فَإِنِّكَ لَمْ تُصَبْ بمُصِيبتي ، وَلَمْ تعْرف أنه النبي (صلى الله عليه وسلم) ، فَقيلَ لَها : إِنَّه النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم)، فَأَتتْ بَابَ النَّبِّي (صلى الله عليه وسلم) ، فلَمْ تَجِد عِنْدَهُ بَوَّابينَ، فَقالتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فقالَ: “إِنَّما الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأولَى” ، فإن أردتم الرد على المسيئين للنبي (صلى الله عليه وسلم) فعليكم بحكمته واتباع سنته والتحلي بأخلاقه في تعاملاته وعليكم بالتأدب مع الأنبياء جميعًا تأدبًا يليق بجاههم ومكانتهم هكذا ننصر نبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم).