خلال ندوة للرأي بقناة النيل الثقافية
الشيخ/ محمد الدومي :
المساجد أحد الأعمدة التي تبنى بها الحضارة والوعي
ومن أراد أن يستظل بعرش الرحمن فليكن قلبه معلقا بالمساجد
الشيخ/ محمد يوسف :
أحب البقاع إلى الله في الأرض المساجد
في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والمشاركات التثقيفية والتنويرية لقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان ، وفي إطار التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والهيئة الوطنية للإعلام في ملف تجديد الخطاب الديني ، ومن خلال الندوات المشتركة بين الوزارة وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري ، وبرعاية كريمة معالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عقدت وزارة الأوقاف مساء الثلاثاء 13 / 10 / 2020م ندوة للرأي تحت عنوان : “ آداب المساجد وضرورة الحفاظ عليها ” بمبنى الإذاعة والتليفزيون ، تحدث فيها الشيخ/ محمد عبد العال الدومي إمام وخطيب مسجد مصطفى محمود بمديرية أوقاف الجيزة ، والشيخ/ محمد إبراهيم يوسف إمام وخطيب مسجد مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه)، وأدار الندوة وقدم لها الإعلامي أ/ عمر حرب .
وفي كلمته أكد الشيخ/ محمد عبد العال الدومي أن أهمية المسجد تأتي من أنه بيت الله، وضعه الله (عز وجل)قبل خلق الناس في الأرض , فكان المسجد قبل سيدنا آدم (عليه السلام) حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : ” إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ” , وورد أن الملائكة (عليهم السلام) هي التي قامت ببناء المسجد الحرام قبل وجود الإنسان بألفي عام , ثم يأتي سيدنا آدم (عليه السلام) للحج ويرتبط بالمسجد , ومن بعده ارتبطت الأنبياء (عليهم السلام) بالمسجد الحرام , والنبي (صلى الله عليه وسلم) أول عمل قام به بعد هجرته إلى المدينة المنورة هو بناء المسجد ، ليؤكد (صلى الله عليه وسلم) أن بناء الحضارة ومركزية الدولة الإسلامية تنطلق من المسجد , ثم ارتبط الصحابة الكرام (رضوان الله عليهم) بشدة بهذا المسجد , ولما قدم سيدنا عمرو بن العاص (رضي الله عنه) مصر وأسس مدينة الفسطاط كان أول عمل قام به هو بناء المسجد , وجوهر الصقلي أول بنائه بمصرنا الحبيبة كان المسجد , حيث أسس الجامع الأزهر , مشيرًا إلى أن من يتعلق قلبه بمساجد الله في أرضه سيستظل بظل عرش الرحمن , يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : “سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ” .
وفي كلمته أكد الشيخ/ محمد إبراهيم يوسف أن المساجد أفضل الأماكن والبقاع في الأرض , وأكثرها عظمًة وتشريفًا , لأن الله (عز وجل) شرفها بنسبتها إلى نفسه تعالى حيث يقول الله تعالى : “وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ” ، فعظمة الشيء تظهر بما يُنسب إليه ، فيجب على المسلم تعظيم الله تعالى ومن وسائل تعظيم الله تعظيم شعائره ، حيث يقول تعالى : “ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ” , ومن علامات حب العبد لله تعالى حبه لمساجده وتعلق قلبه بها ، يقول النبي (صلّى الله عليه وسلم) : “أحبُّ البِقاعِ إلى اللهِ المساجد” ، كما أن الصلاة بالمسجد يزداد ثوابها عن الصلاة في غيره ، والذهاب للمسجد يرفع الدرجات ويمحو الذنوب , يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : “صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي الجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ، وَفِي سُوقِهِ، خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا، وَذَلِكَ أَنَّهُ: إِذَا تَوَضَّأَ، فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى المَسْجِدِ، لاَ يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلاَةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً، إِلَّا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ” , مشيرًا إلى أن ديننا الحنيف يُرغب في عمارة المساجد وبنائها وتشييدها , ورتَّب على ذلك ثوابًا عظيمًا وأجرًا كبيرًا فقال سبحانه وتعالى: “إِنَّما يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ باللهِ واليَوْمِ الآخرِ وأَقَامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّكاةَ ولَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ فَعَسَى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدينَ” , وقال سيدنا رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) : “مَنْ بَنَى مَسْجِداً لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتاً فِى الْجَنَّةِ” , موضحًا بعضًا من آداب المسجد , ومنها : أن الإنسان يجب عليه أن يلتزم السكينة والوقار بالمسجد احترامًا لقدسية هذا المكان ، وأن نجنب هذه المساجد بيعنا وشراءنا يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : “جَنِّبُوا مَسَاجِدَكُمْ صِبْيَانَكُمْ ومَجَانِينَكُمْ ورَفْعَ أَصْوَاتِكُمْ وشِرَاءَكُمْ وَ بَيْعَكُمْ وَ الضَّالَّةَ وَ الْحُدُودَ وَ الْأَحْكَامَ” , فالمساجد للذكر والعبادة والتسبيح , يقول تعالى : “فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ” , قال أهل العلم : إن هذه الآية شملت أحكام المساجد , فحقها أن ترفع وعلى من يدخلها أن يذكر الله فيها بالغدو والآصال.