أكاديمية الأوقاف الدولية : انطلاق فعاليات الدراسة بالدورة المتكاملة للدفعة الثانية بالأكاديمية
أ.د/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية :
أئمة الأوقاف الجدد تم اختيارهم بعناية فائقة
وزارة الأوقاف تولي اهتمامًا غير مسبوق
بالتدريب النوعي للسادة الأئمة
الفقه صنعة تحتاج إلى صانع خبير بفقه الواقع
أ . د/ محمد على سلامة الأستاذ بجامعة حلوان :
تدريب الأئمة على أساليب اللغة من أهم الأولويات
ضرورة التعمق في فهم اللفظ القرآني
انطلقت صباح اليوم الأحد الموافق 11 / 10 / 2020 م فعاليات الدراسة بالدورة المتكاملة للدفعة الثانية بحضور عدد 61 متدربًا من الأئمة والواعظات، وقد ألقى المحاضرة الأولى أ.د/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية حول كتاب ” قواعد الفقه الكلية” ، وفي بداية اللقاء نوه سيادته بجهود وزارة الأوقاف واهتمامها بالتدريب النوعي والمتخصص للسادة الأئمة والواعظات ، وخاصة الأئمة الذين تم اختيارهم بعناية فائقة للدراسة في الأكاديمية, مشيدًا بجهود معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في مجال تدريب وتثقيف الأئمة والواعظات ، ونقلهم في النظر الفقهي السليم نقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخ الوزارة .
وأوضح سيادته بعض القواعد الفقهية ومن بينها قاعدة: (لا ضرر ولا ضرار) , التي استنبطها الأصوليون من قوله تعالى :” لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا” , ومن قوله (صلى الله عليه وسلم) : “واللهِ لا يؤمِنُ واللهِ لا يؤمِنُ واللهِ لا يؤمِنُ قالوا وما ذاكَ يا رسولَ اللهِ ؟ قال جارٌ لا يؤمنُ جارُهُ بوائقَهُ قالوا يا رسولَ اللهِ وما بوائقُهُ قال شرُّهُ” , ومن هنا يتضح أن الشريعة الإسلامية جاءت للسلم والأمن بين الناس , كما نفهم أيضًا من هذه القاعدة أن الضرر لا يُزال بضرر أكبر منه , كما أنها أُخذت من قاعدة : “أخف الضررين” , وفي ذلك قالت أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها) : ” مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلاَّ أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ”.
كما أكد سيادته على أن الفقه صنعة تحتاج إلى صانع ماهر , ويجب أن تكون صناعته مناسبة للواقع الذي يعيش فيه , ولذلك كان من الغباء أن يحكم إنسان بتكفير آخر , لأن الإيمان عمل قلبي , لا يطلع عليه أحد إلا الله تعالى , يقول الله (عز وجل) : “وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً” , فإطلاق الحكم على الآخر بالظواهر من الأمور التي ابتُلي بها العالم اليوم من المتشددين الذين يرون أن الهداية حكرٌ عليهم, وأن العلم لم ينزل إلا عليهم.
وألقى المحاضرة الثانية أ . د/ محمد على سلامة أستاذ النقد الأدبي الحديث بكلية الآداب جامعة حلوان وأكد على أهمية تدريب الأئمة على أساليب اللغة العربية ، وأن ذلك من أهم الأولويات في الوقت الحاضر ، مضيفًا أن التمكن في اللغة العربية من أسباب الرسوخ في العلم ، وأن ذلك من أدوات العلم والدعوة التي لا غنى عنها .
كما أكد سيادته على ضرورة التعمق في فهم اللفظ القرآني ، ومن هذا الباب “باب الحذف”، فهو من الظواهر المعروفة في اللغة العربية، فقد يُحذف الحرف أو الكلمة أو الجملة، مع بقاء القرائن الدالَّة عليها، سواء أكانت سياقيَّة أو حاليَّة؛ لذلك يبلغ الحذف الذي يقتضيه المقام أن يكون من المظاهر التي تبنى عليها بلاغة الكلام وفصاحته، ولهذا فلما كان الحذف يحقِّق بلاغة الخطاب، فإن له أغراضًا ودواعيَ، انبرى البلاغيون في مجال بحثهم للوقوف عندها وبيانها وذكر مزيتها.
وأضاف سيادته أنه إذا كانت مَهمة النحوي هي التعرف على نظام اللغة وبنائها، وتأييده بالشواهد بغية صيانة اللغة العربية من التحريف، فإن مَهمة البلاغي أن يبحث عن الأسرار البديعة الجليلة، التي تدل على سموِّ هذه اللغة وعلو شأنها أسلوبًا وبلاغة، لذلك فالعرض سيقف عند الحذف بوصفه من الأبواب البلاغية وأسلوبًا من الأساليب التي اتخذتها العرب في كلامها لتزيينه وتنميقه وجعله أبلغ تأثيرًا وأكثر تعبيرًا، مع ربط ذلك بالتفسير النحوي.