خلال افتتاح الفوج الرابع للأئمة والوافدين بمعسكر أبي بكر الصديق بالإسكندرية
د/ هشام عبدالعزيز :
وزير الأوقاف يولي عناية خاصة للطلاب الوافدين ورعايتهم ماديًّا ومعنويًّا
والعلم النافع هو الذي تتحقق به مصالح العباد والبلاد
د/ عبد الرحمن نصار :
العلم الذي حث عليه الإسلام هو العلم المستند على الدليل والحجة لا على الخرافة والوهم
الشيخ / عبدالفتاح عبدالقادر جمعة :
وزارة الأوقاف بإصداراتها المتنوعة أحدثت نقلة نوعية في نشر وتصحيح الصورة الذهنية عن ديننا الحنيف داخليًّا وخارجيًّا
برعاية كريمة من معالي أ.د/محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وفي إطار البرامج التدريبية والتثقيفية المتنوعة والمتميزة التي تقيمها وزارة الأوقاف، ومشاركة في رعاية الطلاب الوافدين علميًّا وثقافيًّا ، انطلقت اليوم الخميس 8 / 10 / 2020م فعاليات الفوج الرابع لمعسكر أبي بكر الصديق بالإسكندرية للأئمة والطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر الشريف على منحة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بندوة تحت عنوان : ” بالعلم تبنى الأمم ” حاضر فيها د/ هشام عبدالعزيز الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، ود/ عبد الرحمن نصار وكيل مديرية أوقاف الإسكندرية ، وقدمها الشيخ / عبدالفتاح عبدالقادر جمعة المساعد العلمي لمدير عام التدريب ، والذي تناول خلال تقديمه للمحاضرة جهود وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، ونبذ الأفكار المتشددة والمتطرفة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي ، وذلك بإصداراتها المتميزة والميسرة والتي ترجم بعضها لعدة لغات مختلفة متجاوزة بهذا حدود المحلية إلى العالمية ، مما كان له الأثر الطيب في تصحيح الصورة الذهنية الخاطئة عن ديننا الحنيف.
وفي بداية كلمته أكد د/ هشام عبدالعزيز أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية تحت رئاسة معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف يولي عناية خاصة للطلاب الوافدين ورعايتهم علميًّا وماديًّا ، موضحا أن ديننا الحنيف قد أعلى من شأن العلم والعلماء حيث يقول تعالى: ” قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُون إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ” ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “ من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة “،كما بين أن العلم الذي نبحث عنه هو العلم الذي تتحقق به مصالح العباد والبلاد ويكون سبب سعادتهم ورقيهم ، وأن كل علم يتحقق به نفع الناس ودفع الضر عنهم مطلوب شرعا ، لذا جاء العلم في قوله تعالى : “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ” مطلقًا دون تقييد بعلم معين ، وفي قول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلتمسُ فِيهِ عِلْمًا ” جاءت “عِلْمًا ” نكرة لتفيد العموم والشمول ، وعلينا أن نفهم أن أهل الذكر هم أهل الاختصاص في كل شيء ، يقول تعالى :” فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ”، فأهل الذكر لا يُعنى بهم أهل العلم الشرعي فقط ، وإنما أهل الاختصاص فنسأل أهل الطب في الطب ونأخذ بكلامهم فيه ، ونسأل أهل الهندسة في الهندسة ونأخذ بكلامهم فيها ، ونسأل أهل الزراعة في الزراعة ونأخذ بكلامهم فيها ، ونسأل أهل الفقه في الفقه ونأخذ بكلامهم فيه ، وهكذا في سائر العلوم والصناعات.
ومن جانبه أكد د / عبدالرحمن نصار أن العلم الذي حث عليه الإسلام هو العلم المستند على الدليل والحجة وليس العلم المبني على الخرافة والوهم والتي لا توجد في الغالب إلا في البيئة التي ينتشر فيها الجهل ، كما بين فضيلته أن العلوم بطبيعتها متجددة لذا يجب على طالب العلم التزود دائما بالغاية القصوى في كل تخصص، يقول تعالى ” وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا” ، بل إن قوله تعالى : ” إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ” لم يأت في معرض الحديث عن العلم الشرعي ، وإنما جاء في معرض الحديث عن العلوم الكونية , حيث يقول سبحانه : ” أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ، وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ” ، حيث جاءت :” إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ” في معرض الحديث عن العلوم الكونية ، وهذا ما أعلى الإسلام قيمته من العلم النافع للبشرية ، وعدم قصره على نوع واحد من العلوم ، قال تعالى :” فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ ” ، فطائفة في الفقه ، وطائفة في التفسير ، وطائفة في الهندسة ، وطائفة في الطب ، وطائفة في الصيدلة .