بهدوء للدكتور/ محمد الشحات أبو ستيت من شباب علماء وزارة الأوقاف
لله ثم للتاريخ
وزارة الأوقاف بين الماضي والمستقبل
لا يختلف اثنان أن الفترة التي قضتها الجماعة الإرهابية في الحكم لم يصب الإمام والخطيب منها إلا كل سوء وشر، رغم أنهم نهبوا أموال الوقف في عام واحد ووزعوها على أتباعهم وخلاياهم داخل الوزارة وخارجها في ذلك الوقت ، والشهود على ذلك كُثر من داخل الوزارة وخارجها، علاوة على أن الإمام أصبح مهانًا، تطاول عليه الجهلة أتباع الجماعة الإرهابية، فلما كتب الله (عز وجل) الخلاص من هذه الجماعة الكاذبة، ورزقنا الله (عز وجل) وزيرًا قويًّا في الحق لا يخشى في الله لومة لائم، عمل منذ الوهلة الأولى على رفع مكانة الإمام وتحسين وضعه المادي والعلمي، التفت إلى شباب الأئمة فانتقى منهم من رأى فيه الحماس والنشاط في جميع القطاعات سواء القطاع الديني أم القطاع الإداري، ودفع بهم في مفاصل العمل الدعوي والإداري ولم يقتصر الأمر على الديوان العام فحسب ، بل وفي دواوين المديريات الإقليمية وفي إداراتها الفرعية أيضًا، ولأن الأمر كان معهودًا في وزارة الأوقاف على المحسوبية والواسطة والرشوة سن الامتحانات في كافة المجالات فمن وجد في نفسه التطلع للعمل القيادي فليدخل من الباب الواسع المفتوح للجميع دون واسطة أو محسوبية – باب الامتحانات – فكان من نتاج ذلك أن رأينا وكلاء للوزارة أعمارهم ما بين الـ 45 عامًا والـ 50 عامًا رأينا مدراء عموم في كافة القطاعات أعمارهم ما بين الـ35 والـ45 عامًا، منهم الحاصلون على الدكتوراه ومنهم الحاصلون على الماجستير، ومنهم من تميزوا علميًّا وإداريًّا ولم يحصلوا إلا على الليسانس فقط، لكن ذلك لم يمنعهم من التميز العلمي والإداري، فدخلوا الاختبارات ونجحوا فيها وتم تمكينهم من مناصب لم يكن يخطر في بالهم ذات يوم فيما مضى من عهود أن يكون لهم فيها نصيب دون وساطة أو محسوبية أو رشوة أو تدرج وظيفي يطول عهده بهم فلا يصلون إلى هذه المناصب إلا وهم على أعتاب الإحالة إلى المعاش.
كان لا بد من هذه المقدمة حتى يفيق المدعون الكاذبون من غفلتهم، إذ لا يشكر الله من لا يشكر الناس، ولا ينبغي لعالم الدين أن يكفر العشير، نعم لم يكن للإمام شأن يذكر قبل تولي هذا الوزير مقاليد الوزارة ، نعم لم يكن للشباب شأن يذكر في وزارة الأوقاف قبل تولي هذا الوزير مقاليد الوزارة ، نعم لم يتحسن شأن الإمام معنويًّا وماديًّا إلا في عهد هذا الوزير، ويبدوا أن دوام النعمة ينسي العباد شكرها، أنسينا معاشر الأئمة الدروس والقوافل (400 جنيه)، أنسينا معاشر الأئمة بدل التميز (110) ؟!، أنسينا معاشر الأئمة التحسين (1000) جنيه المرحلة الأولى ، (600 جنيه) المرحلة الثانية لجميع الأئمة، (800 جنيه) حملة الماجستير، (1000 جنيه) حملة الدكتوراه؟!، وبمقارنة بسيطة بين ما كان الإمام يتقاضاه في 2013م وبين ما يتقاضاه الإمام اليوم نجد أن أقل زيادة لأحدث إمام معين بلغت (2782) جنيهًا شهريًّا، في حين بلغت زيادة بعض الأئمة (3598) جنيهًا شهريًّا، وتتراوح نسب الزيادات بحسب الدرجة الوظيفية والعلمية بين كل شريحة من شرائح الأئمة على النحو التالي :
– أئمة الدرجة الثالثة أقل نسبة زيادة 215% وأعلى نسبة زيادة 250%.
– أئمة الدرجة الثانية أقل نسبة زيادة 125% وأعلى نسبة زيادة 143% .
– أئمة الدرجة الأولى أقل نسبة زيادة 122% وأعلى نسبة زيادة 139%.
وكأني أسمع صوتًا من بعيد يقول: لم هذا التمييز بين الأئمة؟ ما الفارق بين إمام معه ليسانس وإمام حاصل على الماجستير أو الدكتوراه؟ أجيبك فأقول:
هذا التمييز نبهنا إليه رب العزة تبارك وتعالى حين ميز بين الناس فقال في كتابه: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9].
وفي الحق فإني لا ألوم من ينكر وجود فارق بين الذي يحصل على الليسانس فقط وبين من يحصل على الماجستير أو الدكتوراه فإنهم قديمًا قالوا: من ذاق عرف ومن عرف اغترف ومن اغترف اعترف ومن اعترف أدمن ما عرف، والمعنى: أن من ذاق لذة العلم وحكمة التأدب والتعلم على أيدي كبار الأساتذة من علماء الأزهر الشريف والجامعات المصرية العريقة في مرحلتي الماجستير والدكتوراه لا يلوم على من يتحدث عن الفارق بين الأصناف الثلاثة (الليسانس – الماجستير – الدكتوراه) لأنه وببساطة حين يتخطى الإنسان مرحلة الليسانس ويجلس ليتعلم على أيدي الكبار في مرحلتي الماجستير والدكتوراه تتكشف له أنوار العلوم والمعارف يؤتيه الله عز وجل حكم العلوم، لن أحدثك عن المعاناة في البحث والتدقيق والسعي خلف المعلومة الواحدة في أكثر من مصدر لتتأكد من صحتها والرجوع إلى بواطن المصادر محللًا تارة ومنقحًا أخرى لتتأكد من صوابها ودقتها، فتصقل لديك حكمة الإدراك بأن ما درسته في مرحلة الليسانس علم، وأن مرحلتي الماجستير والدكتوراه حكمة هذا العلم والله تعالى يقول : {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [البقرة: 269].
إن حافز التميز العلمي 2021م الإضافي الذي تفضل به السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية (حفظه الله) ليس ببعيد عنك أيها الإمام الذي حصلت على الليسانس، وأسمع صوتًا من قريب يقول: كيف ذلك؟ أجيبك فأقول: إن وزارة الأوقاف وعلى يد وزيرها أ.د/ محمد مختار جمعة ومنذ 3 أعوام تعطي منحة مجانية شاملة كافة المصروفات للحصول على منحة الماجستير من معهد الدراسات الإسلامية فأين أنت من التقديم في هذه المنحة؟؟؟ أسمع من يهمس في أذنيك من الخلايا النائمة يقول: هذا كلام إياك أن تصدقه ، لا ليس كلامًا بل هو فعل وواقع
– في العام الدراسي 2017/2018 تم منح (100) إمام منحة ماجستير.
– في العام الدراسي 2018/2019 تم منح (118) إمامًا وإداريًّا منحة ماجستير.
– في العام الدراسي 2019/2020 تم منح (64) إمامًا وإداريًّا منحة ماجستير.
أين أنت من هذه المنح المجانية التي لم تكن على أيامنا يوم أن دخلنا هذه الوزارة واقتطعنا من قوتنا وقوت أولادنا لنحصِّل هذا العلم (الماجستير – الدكتوراه)، واليوم تجلس وتضع قدمًا على الأخرى وتقول بكل جهل: ما الفارق بين حملة الليسانس وحملة الماجستير والدكتوراه؟ لو تركت البلادة جانبًا واجتهدت في تحصيل العلوم ولم تركن إلى الراحة والدعة والنوم لعرفت إجابة هذا السؤال قبل أن تسأل.
ولك أن تسأل: العنوان وزارة الأوقاف بين الماضي والمستقبل فأين الحاضر؟ أجيبك: بأن الحاضر تراه كل العيون وتشهد عليه كل الألسن ولا ينكره إلا مكابر أو مغالط أو جاهل أو صاحب هوى {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [القصص: 50].
إنني يا معاشر الأئمة لا أقصد من وراء هذا الكلام إهانة لأحد ولكن انتبهوا يرحمكم الله إلى أولئك الذين يريدون أن يستغلوا كل أمر في سبيل هدم هذا الوطن والانقضاض عليه، ولو بيد أبنائه المحبين بدعاوى كاذبة كتلكم الدعوة التي أطلقوها على حافز التميز العلمي 2021م دعوى التمييز بين الأئمة، وهي دعوة كاذبة ستكشف الأيام القادمة أنها دعوة لا أساس لها من الصحة، ولكل حدث حديث.
وقانا الله وإياكم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.