خلال برنامج ندوة للرأي
بقناة النيل الثقافية بمبنى الإذاعة والتليفزيون
بقناة النيل الثقافية بمبنى الإذاعة والتليفزيون
الشيخ/ أحمد دسوقي مكي :
الأخلاق هي القاسم المشترك
بين الأديان جميعًا
الشيخ/ مصطفى عبد السلام :
مكارم الأخلاق أساس الدين
في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والمشاركات التثقيفية والتنويرية لقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان ، وفي إطار التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والهيئة الوطنية للإعلام في ملف تجديد الخطاب الديني ، ومن خلال الندوات المشتركة بين الوزارة وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري ، وبرعاية كريمة من معالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عقدت وزارة الأوقاف مساء الثلاثاء 15 / 9 / 2020م ندوة للرأي تحت عنوان : ” كيف نستعيد قيمنا وأخلاقنا الجميلة” بمبنى الإذاعة والتليفزيون ، تحدث فيها : الشيخ/ أحمد دسوقي مكي مدير عام شئون القرآن الكريم ، والشيخ/ مصطفى عبد السلام إمام وخطيب مسجد مولانا الإمام الحسين(رضي الله عنه) ، وأدار الندوة وقدم لها الإعلامي أ/ محمد عامر .
وفي كلمته أكد الشيخ/ أحمد دسوقي مكي أن الأخلاق ركن أساس في رسالة الإسلام ، بل إن الأخلاق هي القاسم المشترك بين الأديان جميعًا ، وفي الوصايا العشر التي جاءت في أواخر سورة الأنعام قال عنها سيدنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) هذه من المشتركات الإنسانية التي لم تنسخ في أي ملة من الملل ، أو أي دين من الأديان ، أو أي شريعة من الشرائع، إذ لا يوجد دين ، أو شريعة أباحت الكذب ، أو الغدر ، أو الخيانة، أو عقوق الوالدين ، أو أكل مال اليتيم ، أو الظلم ، وكان رسول (صلى الله عليه وسلم) يقول : “إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت”، فمن خرج عن الأخلاق والقيم لم يخرج على منهج الإسلام فحسب , بل خرج على سائر الشرائع السماوية والتعاليم الإلهية والأخلاق الفاضلة ، وانسلخ من القيم الإنسانية ، ولقد مدح القرآن الكريم نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) بقوله :” وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ” ، ولما سئلت أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها) عن أخلاق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) قالت : ” كان خلقه القرآن”، والهدف الأسمى لرسالة النبي (صلى الله عليه وسلم ) هي :” إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ ” ، وقال (صلى الله عليه وسلم) : ” إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاقًا ، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا ، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ ويُؤْلَفُونَ ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ ، الْمُتَشَدِّقُونَ ، الْمُتَفَيْهِقُونَ ” ، ولما سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم ) : مَا أَكْثَرُ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : ” تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ ” .
مؤكدًا فضيلته أنه ينبغي أن نتحلى بمكارم الأخلاق من الصدق , والأمانة , والمروءة, والكرم , والوفاء بالعهد , وسائر الأخلاق الكريمة النبيلة , وأن تكون دعوتنا للناس بالقدوة والعمل أكثر من الكلام , وأن يكون عملنا خالصا لوجهه سبحانه , مبتغين في ذلك كله رضاه سبحانه وتعالى , مؤثرين طاعته ورضاه على الدنيا وما فيها, دون رياء أو نفاق أو تكسب بالدين أو متاجرة به .
وفي كلمته أشار الشيخ مصطفى عبد السلام إلى أن أساس هذا الدين العظيم هو مكارم الأخلاق ومحاسنها ، فما من كتاب دعا إلى مكارم الأخلاق مع كل الناس مثل القرآن الكريم ، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) الذي تنزل عليه القرآن كان أنموذجًا عمليًّا في امتثال الأخلاق القرآنية ، فقد كان أجمع الخَلْق خُلُقًا ، لأنه كان أجمعهم للقرآن تطبيقًا وامتثالا، كما ورد في حديث السيدة عائشة (رضي الله عنها) حين سألها هشام بن عامرٍ (رضي الله عنهما) قال : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَتْ: (أَلَسْتَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟) قُلْتُ: بَلَى، قَالَتْ: (فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) كَانَ الْقُرْآنَ).
كما عدد فضيلته فضائل المعاملة الحسنة في الإسلام قائلًا: من يتتبع نصوص القرآن الكريم وسنّة النبي (صلى الله عليه وسلم) يجد أنها اعتنت بمعاملة الناس معاملة حسنة، ولننظر إلى الآية الكريمة التي جمعت أصول فضائل المعاملة الحسنة قال تعالى: ” خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ “، فجمعت الآية الكريمة أصول الفضائل ومكارم الأخلاق فيما يتعلّق بمعاملة الإنسان مع الغير، كما أوضّحَ فضيلته أنّ هناك ارتباطا وثيقا بين الأخلاق والإيمان، وكل عمل يقوم به العبد المسلم يحتاج إلى الأخلاق الحميدة والصفات الحسنة ولا شك أن من فقد الإيمان والتقوى فَقَدَ تلك الأخلاق، وكلما كان المؤمن أكثر أخلاقًا كان أكمل إيمانا .
مؤكدًا فضيلته أن العبادات لا يمكن أن تؤتي ثمرتها المرجُوّة إلا إذا ظهر أثرها في سلوك المرء وأخلاقه وتعامله مع الآخرين ، فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له ، ومن لم ينهه حجه وصومه عن اللغو والرفث والفسوق فما انتفع بحج ولا بصيام .