خلال المحاضرتين الأولى والثانية في اليوم الثاني على التوالي للدورتين التأهيليتين الخامسة والسادسة للأئمة الجدد بمعسكر ” أبو بكر الصديق” بالإسكندرية
أ.د/رمضان حسان :
الفهم المقاصدي للسنة النبوية المطهرة
يغير الصورة السلبية التي أظهرتها الجماعات الإرهابية
ويؤكد :
الأحكام تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال
والتيسير والتخفيف هدف أساس للدين الحنيف
في إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالتدريب والتأهيل المستمر ، وتنمية المهارات المتنوعة لدى السادة الأئمة ، وبرعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، أقيمت المحاضرتان الأولى والثانية لليوم الثاني على التوالي للدورتين التأهيليتين الخامسة والسادسة للأئمة الجدد بمعسكر “أبو بكر الصديق” بالإسكندرية اليوم الأحد 13 / 9 / 2020م حاضر فيهما أ.د/ رمضان حسان رئيس قسم اللغة العربية بكلية الدراسات الإسلاميةبجامعة الأزهر الشريف تحت عنوان :” الفهم المقاصدي للسنة النبوية ” ، بحضور الشيخ/عبد الفتاح عبد القادر جمعة المساعد العلمي لمدير عام مراكز التدريب بوزارة الأوقاف ، ود/سعيد حامد مبروك عضو المركز الإعلامي بالديوان العام ، وبمراعاة جميع الإجراءات والضوابط الوقائية والتباعد الاجتماعي.
وخلال محاضرته الأولى أكد أ.د/رمضان حسان أن كثيرًا من المتحجرين فكريا يقفون عند ظواهر النصوص، ولا يتجاوزون الظاهر الحرفي لها إلى فهم مقاصدها ومراميها، لذلك دائما يقع هؤلاء المتحجرون في العنت والمشقة على أنفسهم وعلى من يحاولون حملهم على هذا الفهم المتحجر ، دون أن يقفوا على فقه مقاصد السنة النبوية المطهرة المشرفة ، بما تحمله من وجوه الحكمة واليسر والتخفيف ، والتي لو أحسنا فهمها وعرضها على الناس لغيرنا تلك الصورة السلبية التي أظهرتها الجماعات الإرهابية والمتطرفة والمتشددة ، مبيناً أن مما اتفق عليه العلماء أن الأحكام تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والأشخاص.
كما بين سيادته أن السنة النبوية المطهرة المشرفة هي المصدر الثاني للتشريع ، فتأتي شارحة ومفصلة ومبينة، ومتممة، ومكملة لكتاب الله (عز وجل)، فكتاب الله تعالى جاء بالصلاة مجملة، وفصلت السنة النبوية هذا الإجمال ، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي” ، وكذلك جاءت السنة النبوية بتفاصيل الحج ، من عدد أشواط الطواف والسعي ، والمبيت بمنى ، والوقوف بعرفة ، والنزول إلى مزدلفة.
وخلال محاضرته الثانية ذكر سيادته بعض النماذج التي تبين عظمة الفهم المقاصدي للنصوص الشرعية ، منها : تصرفات النبي (صلى الله عليه وسلم ) التي صدرت من سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم )، فقد سوى المتحجرون في تصرفات النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يفرقوا بين ما تصرف فيه (صلى الله عليه وسلم) باعتباره نبيًّا ورسولًا فيما يتصل بشئون العقائد والعبادات والقيم والأخلاق ، وما تصرف فيه النبي (صلى الله عليه وسلم) بكونه نبيًّا وحاكمًا ، أو بصفته نبيًّا وقائدًا عسكريًّا ، أو بصفته نبيًّا وقاضيًا .
كماساق سيادته أمثلة تطبيقية عديدة على عظمة الفهم المقاصدي للسنة النبوية المطهرة ، منها : فهم حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) : ” إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِرَاشَهُ بِدَاخِلَةِ إِزَارِهِ ، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ “، فالمقصد تنظيف مكان النوم والتأكد من خلوه مما يمكن أن يسبب للإنسان أي أذى ، ومنها : قول النبي (صلى الله عليه وسلم) : ”لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ ” ، والمقصد طهارة الفم والحفاظ على رائحته الطيبة ، وهذا المقصد كما يتحقق بعود السواك يتحقق بكل ما يحقق هذه الغاية .