خلال انطلاق الدورتين التأهيليتين الخامسة والسادسة للأئمة الجدد بمعسكر (أبو بكر الصديق) بالإسكندرية
أ.د/ بكر زكي عوض :
يثمن جهود معالي وزير الأوقاف
ويشيد بالشفافية المطلقة والدقة العالية
في اختيار السادة الأئمة
ويؤكد :
سياسة وزارة الأوقاف وجهودها العظيمة
حررت المساجد من مغتصبيها
والجماعات المتطرفة يوظفون القرآن الكريم
والسنة النبوية الشريفة لمآربهم الشخصية
في إطار اهتمام وزارة الأوقاف بالتدريب والتأهيل المستمر ، وتنمية المهارات المتنوعة لدى السادة الأئمة ، وبرعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، انطلقت الدورتان التأهيليتان الخامسة والسادسة للأئمة الجدد بمعسكر ” أبو بكر الصديق” بالإسكندرية اليوم السبت 12 / 9 / 2020م بمحاضرتين للأستاذ الدكتور/ بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين الأسبق تحت عنوان : “مفاهيم يجب أن تصحح ” ، بحضور د/عبدالرحمن نصار وكيل مديرية أوقاف الإسكندرية ، والشيخ/ عبدالفتاح عبد القادر جمعة المساعد العلمي لمدير عام التدريب بوزارة الأوقاف ، و د/ سعيد حامد مبروك عضو المركز الإعلامي بالديوان العام ، وبمراعاة الضوابط والإجراءات الوقائية ، والتباعد الاجتماعي .
وفي محاضرته الأولى أكد أ.د/ بكر زكي عوض أن الأئمة في ظل قيادة أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف يتم اختيارهم بعناية فائقة ، وبشفافية مطلقة ، وبدقة عالية ، فزمن المجاملة والوساطة في اختيار الأئمة ولى بلا رجعة ، وقد قضي عليها في وزارة الأوقاف قضاء مطلقا ، بل إني أشهد الله تعالى أنه ما تدخل أحد في اختيار أي واحد من السادة الأئمة ، وأنهم ما نالوا هذا الشرف إلا من خلال تقييم علمي منضبط لتحصيلهم العلمي والمعرفي.
كما أكد سيادته أن أفكار الجماعات المتطرفة قد أخمدت بفضل سياسة وزارة الأوقاف الرشيدة التي حررت المساجد من مغتصبيها ، فقد كانت بعض المساجد محرمة على أئمة الأزهر أن يصلوا فيها ، أما الآن فبفضل الله تعالى لا يوجد مسجد واحد تحت سيطرة هذه الجماعات ، أو خاضع لأفكارهم ، فقوة مؤسسات الدولة ، ونشر الفكر الوسطي المستنير كان له الأثر الواضح في القضاء على الأفكار المتطرفة، وأنه ما ظهرت الجماعات المتطرفة إلا في ظل غياب دور مؤسسات الدولة القوية .
كما بين سيادته أن هناك فرقا واسعا بين احترام آراء السابقين وأشخاصهم ، وبين تقديسهم وتقديس آرائهم ، وأن المفردة العربية لها عدة معان لتعطي سعة في الفهم ، وتيسيرا في الحكم ، ذاكرا فضيلته أنموذجا على هذا بكلمة (السلام) بفتح السين فمعناها تحية الإسلام ، وبضم السين معناها مفاصل الإنسان ، وبكسر السين معناها الحجارة الصلبة ، فلابد من فهم السياق واللحاق حتى يمكن فهم المراد بالمفردة ، كما أن هناك بعض المفردات التي يتفاوت معناها بتفاوت الزمان ، واختلاف المكان، والقرآن الكريم نزل بلغة العرب ، قال تعالى: “بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ” فلا يمكن فهم القرآن الكريم إلا من خلال الأدوات اللغوية، فإن دلالة المفردة القرآنية متعددة ، فينبغي أن ننظر في المفردة من جميع وجوهها، وينبغي علينا أن نراعي الزمان والمكان واللغة السائدة في استخدام المفردة اللغوية.
وفي ذات السياق أضاف سيادته أن الجماعات المتطرفة تضع أهدافها أولا ثم تطلب لها مقدمات وأدلة ، ودائما ما يعممون ويعبرون بصيغ العموم ، ويوظفون القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لمآربهم الشخصية .
وخلال المحاضرة الثانية بين سيادته أن الحكم على الإنسان المسلم بالكفر هو أمر خطير، يترتب عليه آثار دنيوية وأخروية عديدة ، فمن آثاره في الدنيا : التفريق بين الزوجين ، وعدم بقاء الأولاد تحت سلطان أبيهم ، وعدم إجراء أحكام المسلمين عليه، فلا يغسل، ولا يكفن، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يرث ولا يورث ، ومن آثاره الأخروية أنه يستوجب لعنة الله تعالى والطرد من رحمته، ولهذا نهى الإسلام عن التعجل فيه، فعن سيدنا أسامة بن زيد (رضي الله عنه) قال: بَعَثَنَا رَسولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ) إلى الحُرَقَةِ مِن جُهَيْنَةَ، قالَ: فَصَبَّحْنَا القَوْمَ فَهَزَمْنَاهُمْ، قالَ: ولَحِقْتُ أنَا ورَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ رَجُلًا منهمْ، قالَ: فَلَمَّا غَشِينَاهُ قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، قالَ: فَكَفَّ عنْه الأنْصَارِيُّ، فَطَعَنْتُهُ برُمْحِي حتَّى قَتَلْتُهُ، قالَ: فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ ذلكَ النبيَّ (صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)، قالَ: فَقالَ لِي: يا أُسَامَةُ، أقَتَلْتَهُ بَعْدَ ما قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ قالَ: قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّما كانَ مُتَعَوِّذًا، قالَ: أقَتَلْتَهُ بَعْدَ ما قالَ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ قالَ: فَما زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ، حتَّى تَمَنَّيْتُ أنِّي لَمْ أكُنْ أسْلَمْتُ قَبْلَ ذلكَ اليَوم”، وقال سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ” إِذَا كَفَّرَ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا ” ، وقد امتنع الصحابة الكرام (رضي الله عنهم) عن تكفير أحد من أهل القبلة ، فلابد من برهان قاطع ليقدم عليه ، كما أن الحكم بالتكفير ينبغي أن يكون حكما قضائيا ، ولا عبرة له إن صدر من جهة أفراد أو جماعات متطرفة.