كنا نقرأ و نتابع ما ينشر تحت عنوان ” صدق أو لا تصدق ” فلا ندرك أهو محض خيال أو أن للحقيقة منه نصيبا قلّ أو كثر ، لكنني لم أكن أصدق يومًا ما أن بعض العناصر التي فقدت حسها الديني والأخلاقي و الإنساني ، وانطمست لديها كل معاني الإيمان والأخلاق والمرءوة ، لم تصل إلى هذه الدرجة من الخيانة للدين والوطن ، فتعيث في الأرض فسادًا ، تروّع الآمنين ، وتهلك الحرث والنسل ، تفجر فى أبراج الكهرباء ، وتعبث بمقومات الحياة الأساسية للمجتمع في مجالات عديدة ، حتى وصل الأمر إلى قيام بعض المنتسبين إلى الجماعات الإرهابية بإلقاء كميات من الأسمنت لسد بعض منافذ الصرف الصحي ، حتي يكدّروا على المواطنين حياتهم ، متناسين أو متجاهلين أن ذلك يستوجب غضب الله ونقمته عليهم ، حيث يقول سبحانه وتعالى : ” وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ” (البقرة : 204- 205) .
إنها محادة ومحاربة لله ورسوله ، ولارادع لهؤلاء إلا عقاب عاجل رادع ، من منطلق قوله تعالى ” إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ” (المائدة : 33) .
وهذا يتطلب منَّا جميعًا أن نقف وقفة رجل واحد للضرب بيد من حديد على أيدي جميع الفاسدين والمفسدين والمخرّبين ، ” وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ” (يوسف : 21) .