لا شك أن ما يقوم به الكيان الصهيوني في غزة من استهداف لأهلها من المدنيين واستهدافها لمساجدها ، وكذلك ما يقوم به تنظيم داعش الإرهابي في استهداف الكنائس العراقية ، واستهداف المواطنين العراقيين من المسلمين والمسيحيين سوابق خطيرة في تاريخ الإنسانية ، يقول الحق سبحانه : ” وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ” (البقرة : 114) ، ويقول سبحانه وتعالى: ” وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ” (الحج : 40) ، ولم يعرف التاريخ عن أمة الإسلام وحضارته الرشيدة أنها هدمت كنائس الآخرين أو معابدهم أو تدخلت في شئون عبادتهم كما يحدث الآن من الاعتداء على دور العبادة من المساجد والكنائس معًا .
وهذا الصمت العالمي الرهيب يكشف عن زيف وهشاشة المنظمات الدولية والحقوقية ، مما يجعلنا أمام واقع جديد يتطلب إعادة النظر من كل حكماء العالم وعقلائه ، إما بتعديل ميثاق هذه المنظمات ، وإما بالنظر في إقامة منظمة إنسانية حقيقية تعنى بالإنسان كإنسان بغض النظر عن دينه وجنسه ولونه ، وتعمل على نشر قيم العدل والمساواة والتعايش السلمي ، لأن الظلم الواقع على أمتنا العربية والإسلامية تجاوز كل الحدود التي يمكن أن تتقبلها إنسانية سوية .