انطلقت اليوم الجمعة 8 / 8 / 2014 م قافلة علماء الأزهر والأوقاف بمحافظة المنوفية ، وكان في استقبال القافلة سعادة المهندس د/ أحمد فوزي شيرين محافظ المنوفية .
وقد أدى علماء القافلة خطبة الجمعة الموحدة وعنوانها ( من أوجه عظمة الحضارة الإسلامية ) بالمساجد الكبرى بالمنوفية ، أكدوا فيها أن الحضارة الإسلامية تتسم بالعدل والرحمة والإنسانية .
وشارك في القافلة :
أ.د/ محمد أبو زيد الأمير عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة ، وألقى خطبته بالمسجد الكبير بقويسنا ومما جاء فيها : الحضارة الإسلامية عظيمة ، وتراث المسلمين كله كنوز وجواهر ثمينة، والعدل من أهم أسس الحضارة الإسلامية، ومن ملامحها التي تدل على عظمتها، إنه من أهم مُقَوِّمَاتِ الحياة الفردية والأسرية والاجتماعية والسياسية في المجتمع المسلم، وقد جعل القرآن الكريم هدف إرسال الرسل هو إقامة العدل.
وأدى فضيلة الشيخ/ محمد عز الدين عبد الستار وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة خطبة الجمعة بالمسجد الشرقي ومما جاء فيها : إن عظمة النظام الإسلامي تتجلى في أنه يقود أتباعه إلى العدل مع العدو كالصديق، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}، .
إن العدل في تراث المسلمين وثقافتهم ودولتهم شمل الراعي والرعية، شمل كل طبقات المجتمع دون تمييز أو انحياز بين عظيم وحقير،
وأدى أ.د/ رمضان عطا الله أستاذ ورئيس قسم التفسير بكلية أصول الدين بالمنوفية خطبته بمسجد فؤاد ، ومما جاء فيها : “إن من أهم الدعائم التي قامت عليها الحضارة الإسلامية الرحمة، وتبدو عناية الإسلام ببثّ خلق الرحمة في قلوب أتباعه من أول وهلة في القرآن الكريم، فقد افتتحت سور القرآن الكريم كلها – عدا سورة التوبة – بالبسملة التي تشتمل على اسمين من أسماء الله عز وجل – الرحمن الرحيم – دون غيرهما، ففي ذلك دلالة على تقديم الرحمة في الإسلام، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: “إِنَّ اللَّهَ لَمَّا قَضَى الْخَلْقَ كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي “
وألقى فضيلة الشيخ/ عبد العزيز النجار مدير عام شئون المناطق الأزهرية خطبته بالمسجد الكبير بشرانيس ، ومما جاء فيها : لا تعجب حين ترى أن الله تعالى أدخل امرأة النار بسبب حبس قطة وذلك لقساوة قلبها ، وأنه تعالى أدخل رجلا الجنة بسبب رحمته بكلب يلهث من شدة العطش فيرقُّ له ويرحمه ويسقيه ” قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ، الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ ” .
على هذا النحو سار المجتمع المسلم فصار متراحمًا يرحم فيه القوي الضعيف، لا يهان فيه يتيم، ولا يذل فيه محتاج، يقوم كل راعٍ فيه بواجبه نحو رعيته .
وخطب د/ هاني تمام مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية العربية بالقاهرة بمسجد الرحمن (مسجد المرور) ، ومما جاء في خطبته :
ومن أعظم السمات التي تميزت بها الحضارة الإسلامية أن كونت مجتمعًا مترابطًا تجمع الأخوةُ جميعَ أعضائه، فلم تهتم الحضارة الإسلامية فقط بالفرد كفرد، وإنما اهتمت به باعتباره وحدة لبناء المجتمع، هذه الأخوة فرضها الله تعالى علينا وربط بها بين جميع المؤمنين، يقول تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ” .
وخطب د/ أشرف فهمي بمسجد المساعي بقويسنا ، ومما جاء في خطبته : أن الحضارات السابقة كالإغريقية والرومانية والصينية والهندية كانت المجتمعات تنقسم إلى سادة وهم قلة ولهم كل الحقوق وإلى عبيد وهم كثرة ولا يملكون حق الحياة ، أما في الحضارة الإسلامية فلم تفرق بين البشر مع اختلاف دياناتهم وألوانهم وأجناسهم وألسنتهم .
ولقد كانت الحضارة الإسلامية في جوهرها التزامًا أخلاقيًا قبل أن تكون حضارة إنتاج واستهلاك فالجانب الأخلاقي – والذي غاب عن حضارات الدنيا قديمًا وحديثًا – أهم مرتكزات الحضارة الإسلامية، ومع هذا الالتزام الأخلاقي ومع هذا المنهج القويم برع المسلمون في النواحي العلمية وقدموا إسهامات غيرت وجه التاريخ، وما من علم من العلوم الحديثة إلا وفيه أصول إسلامية عربية تبدو لمن يبحث في تاريخ هذه العلوم، وما ذلك إلا لأن الإسلام حرر عقل المسلم ليتيح أمامه الإفادة من علوم الدنيا كلها .
وأدى د/ رمضان محمد عبد الرازق عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر وألقى خطبته بالمسجد الكبير بكفور الرمل ومما جاء في خطبته : إن من أجلّ النعم التي امتنّ الله تعالى بها على نبيه (صلى الله عليه وسلم) وعلى الصحابة معه الاعتصام بحبل الله تعالى والتأليف بين قلوبهم، يقول تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
وألقى أ.د/ رمضان حسان أستاذ البلاغة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية خطبته بمسجد الرحمن بالمنطقة الصناعية ، ومما جاء في خطبته : فما أعظمه نظامًا، وما أعرقها حضارة تلك التي يظلل العدل فيها كل أطياف المجتمع، لقد سادت في حضارة الإسلام ودولته على مر تاريخها وعبر مراحلها المختلفة مفاهيم تهدف إلى القضاء على كل نظم التعسف والاستبداد والإذعان المذل، وعلى كل ما فيه اضطهاد وتنكيل ونيل من كرامة الإنسان وكل ذلك لإعادة كرامة الإنسان إليه ورفعه إلى مستوى الإنسانية اللائق به بغض النظر عن لونه أو جنسه انطلاقًا من قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” }
وقد كان في استقبال القافلة كل من د/ إبراهيم الحشاش ، والشيخ رمضان السبكي مدير الدعوة بالمنوفية وفضيلة الشيخ محمد محرم مدير الوعظ بالمنوفية وبعض القيادات الدعوية بوزارة الأوقاف.
وناشد أهالي المنوفية علماء القافلة بالإكثار من القوافل الدعوية التي تتبنى الخطاب الوسطي المعتدل والتي تكون سببًا في طمأنة الناس من المتشددين والمغالين والذين يفتون وهم غير متخصصين و بغيرعلم .
وأعربوا عن شكرهم لفضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر ولمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على نشاطه والجهد الكبير الذي يبذله في تسيير هذه القوافل .