خلال برنامج ندوة للرأي أ.د/ محمد سلامة: العلم مطلب سامٍ لكل الرسالات السماوية والفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص الشيخ/ محمود الأبيدي: العلم أساس في صناعة الأمل وبه تنهض الأمم
في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والمشاركات التثقيفية والتنويرية لقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان ، وفي إطار التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والهيئة الوطنية للإعلام في ملف تجديد الخطاب الديني ، ومن خلال الندوات المشتركة بين الوزارة وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري ، وبرعاية معالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عقدت وزارة الأوقاف مساء الثلاثاء 1 /9/ 2020م ندوة للرأي تحت عنوان : ” الإيمان والعلم” بمبنى الإذاعة والتليفزيون ، تحدث فيها : الأستاذ الدكتور/ مـحـمـد علي محمد سلامة أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة حلوان، والشيخ/ محمود الأبيدي إمـام وخـطيـب بمديرية أوقاف القاهرة، وأدار الندوة وقدم لها الإعلامي أ/ عمر حرب.
وفي كلمته أكد أ.د/ محمد سلامة أن العلم والإيمان قرينان حيث يقول الله (عز وجل) :” يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ” فالإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ، و ينبغي علينا أن نتعلم العلم ولا نغتر بما آتانا الله منه ، بل يجب أن نطلب المزيد منه ، يقول سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) :” تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ ، وَتَعَلَّمُوا لَهُ الْوَقَارَ وَالسَّكِينَةَ , وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تَعَلَّمْتُمْ مِنْهُ وَلِمَنْ عَلَّمْتُمُوهُ ، وَلَا تَكُونُوا جَبَابِرَةَ الْعُلَمَاءِ ، فَلَا يُقَوَّمُ جَهْلُكُمْ بِعِلْمِكُمْ “، كما أكد أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان والأشخاص ؛ فسيدنا الإمام الشافعي (رضي الله عنه) قد سطر فقهًا وأحكامًا في العراق ، ولما قدم إلى مصر سطر فقهًا وأحكامًا أخرى تتناسب مع المكان والأحوال والأشخاص .
كما أضاف سيادته أن العلم لا حدود له ، فينبغي أن يبحث الإنسان عن العلم حتى آخر رمق فى الحياة .
يقول الإمام الشافعي:
شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي فَأَرشَدَني إِلى تَركِ المَعاصي
وَأَخبَرَني بِأَنَّ العِلمَ نورٌ وَنورُ اللَهِ لا يُهدى لِعاصي
ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) :” فَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ ” ، ولا يمكن فهم مقاصد القرآن الكريم إلا بالعلم .
وفي كلمته أكد الشيخ / محمود الأبيدي أن أول ما نزل من القرآن كان قوله تعالى : ” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ” ، وهو أمر صريح بطلب العلم ، يقول (عز وجل) ” الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ”، فالسياق العقلي يقول بتقديم الخلق على العلم، ولكن السياق القرآني قدم تعليم القرآن على خلق الإنسان، ليؤكد أن العلم أولًا قبل كل شيء ، وقد علمنا نبينا (صلى الله عليه وسلم) أن العالم وارث النبوة ، والعلم المقصود هنا هو العلم النافع الذي نعمر به الكون ، مبينًا أن وزارة الأوقاف في هذه المرحلة الحرجة للبلاد تهتم ببناء الوعي عند الأئمة والدعاة حتى يستطيعوا مواكبة العصر ومتطلباته.
كما بيّن أن على الإنسان أن يتعلم قبل أن يتكلم، فلا يتكلم حتى يصل إلى مرحلة الفهم ، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): ” مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ” ، كما أن العلم يصنع الأمل ، وبالعلم تنهض الأمم، ولكي نصل إلى ذلك علينا بالحرص والاجتهاد.
يقول الإمام الشافعي :
أَخي لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ سَأُنبيكَ عَن تَفصيلِها بِبَيانِ
ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاِجتِهادٌ وَبُلغَةٌ وَصُحبَةُ أُستاذٍ وَطولُ زَمانِ
فالعلم يحتاج إلى ذكاء عقلي لاستيعاب المعلومات والمفاهيم ، وحرص على حضور مجالس العلم ، ومدارسته ، واجتهاد في الوصول إلى مقاصد الأمور وحقائقها .
والعلم أساس الإيمان، يقول الله (عز وجل) :” شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ” ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ “.