:أخبار الأوقافأوقاف أونلاين

خلال اللقاء الثالث من فعاليات الدورة التدريبية الثامنة لتنمية مهارات معلمي التربية الدينية بمسجد النور بالعباسية أ.د/ رمضان حسان:
سنة النبي (صلى الله عليه وسلم) حياة لنا
والنظر فيها يتطلب فهمًا مقاصديًّا جديدًا
سنن العادات تتغير بتغير الزمان والمكان

     في إطار التعاون والتنسيق المستمر بين وزارتي الأوقاف والتربية والتعليم بشأن تنمية مهارات المعلمين ، وبرعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، ومعالي أ.د/ طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، أقامت وزارة الأوقاف اليوم الأحد 30 /8/ 2020م بمسجد النور بالعباسية اللقاء الثالث لفعاليات الدورة التدريبية المشتركة الثامنة لتنمية مهارات معلمي التربية الدينية الإسلامية ، بمحاضرة أ.د/ رمضان حسان الأستاذ بجامعة الأزهر ، وبحضور الدكتور/ أيمن أبو عمر وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، والدكتور/ محمود فؤاد مستشار التربية الدينية بوزارة التربية والتعليم ، وبمراعاة جميع إجراءات التباعد الاجتماعي ، واتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة.
وفي بداية كلمته بَيَّن أ.د/ رمضان حسان أن هناك سنن عبادات وسنن عادات , فسنن العبادات كصوم يوم عرفة ويوم عاشوراء , وسنن العادات تكون في المأكل والمشرب والحياة اليومية , موضحا أن الإسلام أقر كل ملبس لا يجسم الجسد ولا يظهر العورة ، فلا يجوز لأحد أن يحمل الناس جبرًا على لبس نوع معين وطريقة معينة من اللباس , وأنه لا بد أن نفرق بين سنن العبادات التي تنفذ وتؤدى كما أداها سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , وسنن العادات التي تخضع للتغيير والتجديد , حسب كل عصر وزمان شريطة ألا تخالف الشريعة الإسلامية، مبينا أن هناك بعضًا من الصور والأحكام التي أطلقها النبي (صلى الله عليه وسلم) باعتباره نبيًّا ورسولا , ومنها ما صدر منه (صلى الله عليه وسلم) باعتباره نبيًّا وحاكما , ومنها ما صدر منه (صلى الله عليه وسلم) باعتباره نبيًّا وقائدًا , فهذه الأحكام لا ننظر إليها بمنظور واحد , فمن الأحكام التي تختص بكونه حاكمًا قوله (صلى الله عليه وسلم ) : ” من أَحْيَا أَرْضًا مَيِّتَةً فَهْيَ لَهُ” , فالأمر هنا يتعلق بكونه (صلى الله عليه وسلم) حاكمًا ينظر ما يصلح أمر رعيته ، فيكون مناط هذه الأمور للجهات المختصة من مؤسسات الدولة , في حين نرى أن المتشددين الذين لا يعرفون مفهوم هذه الأحاديث ومقاصدها قد أعطوها حكمًا واحدًا , دون النظر إلى حال النبي (صلى الله عليه وسلم) وحقيقة أمره عندما نطق بهذا الحديث , فأشاعوا بفهمهم الخاطئ القتل والسلب والفوضى , كما ذكر مثالًا آخرًا لقضية السواك حيث قوله (صلى الله عليه وسلم) :” لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي أَوْ عَلَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاَةٍ” , فهذه القضية لها فهم خاطئ عند المتشددين , فقد أخذوا بظاهر النص فقط , وهو أن الحكم لا يتحقق إلا بِعُود السواك فقط دون غيره , ولكن نقول : إن كل وسيلة تتحقق بها نظافة الفم وتطهيره تصير في حكمه , فالفرشاة والمعجون يحققان مقصد حديث سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الطهارة والنظافة , وهناك مثال آخر وهو نظافة الفراش في حديث سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ” إذا أوَى أحَدُكُمْ إلى فِراشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِراشَهُ بداخِلَةِ إزارِهِ، فإنَّه لا يَدْرِي ما خَلَفَهُ عليه” فقد تمسكوا بظاهر النص , وشددوا على أنفسهم، وهذا مخالف للمقصد الأسمى من الشريعة الإسلامية وهو السماحة والسعة والتيسير على الناس .
وفي ختام كلمته أكد سيادته أنه علينا النظر في الأحاديث النبوية بفهم مقاصدي جديد, فسنة النبي (صلى الله عليه وسلم) بمثابة الحياة لنا جميعًا , فهي مفسرة ومبينة للقرآن الكريم ، وقد أجمع العلماء على حجيتها , ولا ينكر ذلك إلا جاحد , فينبغي ألا ننظر لتصرفات النبي (صلى الله عليه وسلم) نظرة واحدة ، بل هناك ما صدر عنه (صلى الله عليه وسلم) باعتباره نبيًّا, ومنها ما صدر عنه (صلى الله عليه وسلم) باعتباره حاكمَا , ومنها ما صدر عنه (صلى الله عليه وسلم) باعتباره قائدًا للجيوش, فديننا الحنيف دين السماحة واليسر والتوسعة على الناس .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى