خلال اللقاء الثاني من فعاليات الدورة التدريبية الثامنة لتنمية مهارات معلمي التربية الدينية بمسجد ” النور ” بالعباسية
أ.د / بكر زكي عوض :
يُثَمِنُ جهود وزارة الأوقاف الدعوية والعلمية
ويؤكد :
الإلحاد لا يحارب الإسلام وحده بل كل الأديان السماوية
في إطار التعاون والتنسيق المستمر بين وزارتي الأوقاف والتربية والتعليم بشأن تنمية مهارات المعلمين ، وبرعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، ومعالي أ.د/ طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، أقامت وزارة الأوقاف اليوم السبت 29 أغسطس 2020م بمسجد النور بالعباسية اللقاء الثاني لفعاليات الدورة التدريبية المشتركة الثامنة لرفع مهارات معلمي التربية الدينية الإسلامية ، بمراعاة جميع إجراءات التباعد الاجتماعي ، واتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة ، بمحاضرة أ.د/ بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين الأسبق بجامعة الأزهر ، بحضور الدكتور/ أيمن أبو عمر وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، والدكتور/ محمود فؤاد مستشار التربية الدينية بوزارة التربية والتعليم .
وفي كلمته ثَمَّن أ.د/ بكر زكي عوض جهود وزارة الأوقاف الدعوية والعلمية ، لا سيما الجهد الذي تبذله بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في تناول القضايا المهمة والماسة والتي تحتاج التناول برؤية علمية صحيحة لتصحيح المفاهيم المغلوطة ، ومن هذه القضايا قضية الإلحاد ، مبينا أن الإلحاد هو الاعوجاج عن الطريق المستقيم والعدول عن شيء مستقيم إلى شيء معوج ، مبينا أن مفردة الإلحاد وردت في القرآن الكريم خمس مرات كلها تدور حول الاعوجاج وعدم اتباع الطريق المستقيم ، يقول تعالى :”وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” ، ويقول سبحانه : “وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ” ، ويقول (عز وجل): “إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” ، ويقول تعالى: “وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا” ، ويقول سبحانه : ” قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا” ، موضحا أن الإلحاد نشأ عقب انتشار الفكر غير المنضبط وتنامي نشاط التيارات الفكرية في نقد الأديان ، وأن الملحدين لم يحاربوا الإسلام وحده بل كل الأديان السماوية ؛ لأن كل الأديان السماوية جاءت بتوحيد الله تعالى .
كما أضاف فضيلته أن عوامل نشر الإلحاد كثيرة منها : الصراع بين الحق والباطل ، ومنها : تحريف الدين وإساءة عرضه ، ومنها : الجهل وعدم المعرفة بالله تعالى ، ومنها : الدعاية المضادة للدين ، ومنها : سوء استخدام وسائل التواصل الحديثة ، ومنها : عدم التلطف في إدارة الحوار مع الغير ، مبينا تاريخ نشأة الإلحاد ، ومراحله الزمنية المختلفة ، وأن الإلحاد ضد الفطرة السوية ، والطبيعة الربانية.
كما بين فضيلته أن الإيمان فطرة الله التي فطر الناس عليها ، حيث جمع الله تعالى الأرواح وأخذ عليها الميثاق ، يقول تعالى : “وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ، أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ” ، ويقول تعالى في الحديث القدسي :” وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرْتُهُمْ أَنْ لَا يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا ” ، ويقول سيدنا رسول (صلى الله عليه وسلم) : “مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ”.