لاشك أن دعوة خادم الحرمين الشريفين لمكافحة الإرهاب تستحق التقدير والتفعيل ، كونها تأتي تعبيرا عن الإدراك الكامل لواقع الإرهاب وخطورته، وكونها صادرة من شخصية في وزن وثقل خادم الحرمين الشريفين تزن كلامها بدقة ، وتعي ما تقول ، ومتى تقول ، وتدرك حجم التحديات وموازين القوى .
لقد ظللنا لفترة طويلة من مواجهتنا للإرهاب نشعر بالوحدة في تلك المواجهة الصعبة ، غير أننا لم و لن نيأس ، ولم نقنط من رحمة الله يوما ما ، وكنا وما زلنا على يقين من أن مواجهة الإرهابيين واجب شرعي وقومي وعربي ووطني ، لأنه خطر داهم يهدد بنيان الأمة العربية كلها ، بل إن شئت فقل إنه مصنوع ومدفوع وممول قصداً لتفتيتها وتمزيقها ، وصنع ما لم يستطع الاستعمار أن يفعله بها .
وها نحن نمد أيدينا لكل المخلصين من أمتنا العربية ، لنقف صفا واحدا في مواجهة قوى الإرهاب والظلام ، في وجه العملاء والخونة والمأجورين ، نزود عن حمى أرضنا ووطننا وأمتنا العربية وكرامتها ، مؤكدين أن مصر بفضل الله تعالى كما صدت همجية التتار وغزوات الصليبيين قادرة بفضل الله وحده ، ثم بإيمانها بقيم العدل والسلام معا،ثم بفضل قواتها المسلحة الباسلة على صد همجية التتار الجدد ، غير أن وقوف أشقائها العرب ، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ، ودولة الإمارات العربية المتحدة ، ودولة الكويت ، إلى جانبها وقفة رجل واحد في هذه المواجهة الصعبة يمكن أن يقصر أمد المواجهة ويقلل من كلفتها على الأمة كلها ، وينقذ أوطاننا وأمتنا العربية من خطر داهم محدق ، ” وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ” .
وإننا نؤمل في استجابة الحكماء والعقلاء السريعة لدعوة خادم الحرمين الشريفين حتي لا نقع فيما حذر منه الشاعر العربي حين قال : –
ولقد نصحتهم بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح إلا ضحى غد