خـلال احتفال وزارة الأوقـاف بالهجرة النبوية الشريفة لعام ١٤٤٢ هـ بمسجد السيدة زينب (رضي الله عنها)
وزير الأوقـاف يهنئ سيادة الرئيس بالعام الهجري الجديد
وزير الأوقـاف يهنئ سيادة الرئيس بالعام الهجري الجديد
ويؤكد :
رحلة الهجرة كانت مفعمة بالأمل في الله (عز وجل)
ومعية الله (عز وجل) مع المؤمنين في كل زمان ومكان
والهجرة تعني التحول من السلبية إلى الإيجابية
في إطار احتفالات وزارة الأوقاف بالمناسبات الدينية احتفلت وزارة الأوقاف بالعام الهجري الجديد من رحاب مسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بمدينة القاهرة مساء الخميس غرة المحرم لعام ١٤٤٢ هـ الموافــق ٢٠/ ٨/ ٢٠٢٠م ، بحضور السيد اللواء/ خالد عبد العال محافظ القاهرة نائبًا عن السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، وفضيلة الدكتور/ نظير محمد نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية نائبا عن فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، وفضيلة أ.د/ شوقي علام مفتي الجمهورية , وسماحة السيد/ السيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف ووكيل أول مجلس النواب , وسماحة الدكتور / عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس ائتلاف دعم مصر، وفضيلة الشيخ/ جابر طايع يوسف رئيس القطاع الديني ، وفضيلة الشيخ/ خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة , وأ.د/ مهران عبد اللطيف مهران رئيس حي السيدة زينب , وعدد محدود من الحضور مع الالتزام بجميع الإجراءات الوقائية والاحترازية ومراعاة التباعد الاجتماعي.
وفي بداية كلمته هنأ معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة سيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية (حفظه الله) بمناسبة العام الهجري الجديد ، سائلًا الله (عز وجل) أن يعينه ويوفقه ويسدد خطاه لما فيه صالح العباد والبلاد , ومهنئًا الشعب المصري العظيم والأمتين العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء بهذه المناسبة، مؤكدًا معاليه أن من يُمن الطالع أن تكون أول مناسبة دينية بعد جائحة كورونا الاحتفال بالعام الهجري الجديد مع عودة صلاة الجمعة ٢٨/ ٨/ ٢٠٢٠ م داعيًا الله أن تكون فاتحة خير لرفع البلاء عن البلاد والعباد.
وأشار معاليه إلى أن رحلة الهجرة كانت مفعمة بالأمل بالله (عز وجل) , فحين تتبع المشركون رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه الصديق (رضي الله عنه) حتى غار ثور، وقال الصديق (رضي الله عنه) لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ” لو أنَّ أحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا ” , فقال له الرسول (صلى الله عليه وسلم) في أشد اللحظات ضيقًا ” لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا”، يا أبا بكر ما ظَنُّكَ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا” , فالأمل حسن ظن في الله (عز وجل) , واليأس والإحباط عده أهل العلم من الكبائر , فالجماعات الضالة تشوه المشروعات الكبرى وتشيع اليأس والإحباط , موضحًا معاليه أن معية الله (عز وجل) مع المؤمنين في كل زمان ومكان , حيث قال الله (عز وجل) لسيدنا موسى (عليه السلام): ” إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى” , وقال سبحانه: “وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي” , ويقول الحق سبحانه وتعالى لنبينا (صلى الله عليه وسلم) : “وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا”، ويقول الشاعر :
وإذا العناية لاحظتك عيونها نم فالمخاوف كلهن أمان
فالزم يديك بحبل الله معتصماً فإنه الركن إن خانتك أركان
ويقول تعالى : ” إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” , مبينًا معاليه أن الهجرة مازالت قائمة فالتحول من البطالة إلى العمل هجرة, ومن الكذب إلى الصدق هجرة, ومن الخيانة إلى الأمانة هجرة, ونبينا (صلى الله عليه وسلم) قد بين ذلك في قوله (صلى الله عليه وسلم) : ” المسلمُ من سَلِمَ الناس من لسانهِ ويدهِ، والمهاجرُ من هجر ما نهى اللهُ عنه” , موضحًا معاليه أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) رغم كونه في معية الله (عز وجل) لم يهمل الأخذ بالأسباب , فمع هذا اليقين في الله وحسن التوكل عليه نراه (صلى الله عليه وسلم) يبذل أقصى ما في وسعه في الأخذ بالأسباب ، فلا تناقض بين الأمرين ، فقد جهز النبي (صلى الله عليه وسلم) راحلتين عند أبي بكر الصديق (رضى الله عنه)، واختار دليلًا ماهرًا هو عبد الله بن أريقط لكفاءته وأمانته رغم كونه مشركا ، وهو ما يؤكد على وجوب تقديم الخبرات الوطنية في سائر المجالات بغض النظر عن الدين أو اللون أو الجنس , فالعبرة بالأكفأ طالما كان خبيرًا أمينًا , ثم كلف النبي (صلى الله عليه وسلم) سيدنا عليًّا (رضي الله عنه) أن ينام مكانه ليلة الهجرة ليعمي على المشركين خروجه من بيته ، وكلف عامر بن فهيرة (رضي الله عنه) بتتبع آثاره وآثار صاحبه للعمل على إخفائها أخذًا بالأسباب ، وهو يدرك (صلى الله عليه وسلم) غاية الإدراك أن الله كفيل به وبصاحبه ، غير أنه (صلى الله عليه وسلم) قد أراد أن يعطينا درسًا عمليًّا أن سنة الله تعالى في كونه تقتضي الأخذ بالأسباب ثم تفويض النتائج لله (عز وجل) .
ومن أهم الدروس في الهجرة النبوية الوفاء، فلم ينس سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لسيدنا أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) الكثير من المواقف , فعندما قال للرسول (صلى الله عليه وسلم) ” إنْ قُتِلْتُ فَإِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ وَاحِدٌ، وَإِنْ قُتِلْتَ أَنْتَ هَلَكَتِ الأُمَّةُ” , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : ” إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي مَالِهِ وَصُحْبَتِهِ أَبُو بَكْرٍ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلاَمِ” , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : ” ما لأحد عندنا يدٌ إلا وقد كافأناه ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يدًا يكافئه الله بها يوم القيامة” .
وفي ختام كلمته أكد معاليه أن الله (عز وجل) قد أكرمنا بفضله بعودة صلاة الجمعة وهذا فأل حسن , نسأل الله أن تكون بدايةً لرفع البلاء عن البلاد والعباد , مؤكدا معاليه على ضرورة الالتزام بالضوابط الوقائية والإجراءات الاحترازية، والتي منها: ارتداء المصلي للكمامة، وإحضار المصلى الشخصي له , والاقتصار على الأماكن المتاحة , وفق تحقيق إجراءات التباعد الاجتماعي , مشيرًا إلى أنه لا حرج على الإطلاق على من صلى الجمعة ظهرًا من كبار السن في منزله طوال فترة الفتح الجزئي.