*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

خلال ندوة للرأي بقناة النيل الثقافية:
أ.د/ عبد الله النجار يشيد بجهود معالي وزير الأوقاف في تدريب وتثقيف الأئمة والواعظات والنقلة النوعية غير المسبوقة التي تشهدها الوزارة في الاجتهاد والنظر الفقهي السليم
ويؤكد: لن يستقيم حال الأمم إلا بإعلاء الحق العام على الحق الخاص
د/ أيمن أبو عمر: المخالفة في البناء تعرض الأنفس للضياع والهلاك والتوعية الدينية والإعلامية بمثل هذه القضايا أمر في غاية الأهمية

في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والمشاركات التثقيفية والتنويرية لقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان ، وفي إطار التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والهيئة الوطنية للإعلام في ملف تجديد الخطاب الديني ، ومن خلال الندوات المشتركة بين الوزارة وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري ، وبرعاية معالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف عقدت وزارة الأوقاف مساء الثلاثاء 18/ 8/ 2020م ندوة للرأي تحت عنوان : “ مخالفات البناء وخطرها على الفرد والمجتمع” بمبنى الإذاعة والتليفزيون ، تحدث فيها  أ. د/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية ، ود/ أيمن أبو عمر وكيل الوزارة لشئون الدعوة، وأدار الندوة وقدم لها الإعلامي أ /  عمر حرب .

وفي بداية كلمته أكد الأستاذ الدكتور/ عبدالله النجار أن القرآن الكريم أشار إلى المباني والمساكن و أحكامها وفوائدها ، ومهمتها والجمال فيها في مواطن كثيرة ، منها قوله تعالى : “إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ، الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ” ، وقوله تعالى: “وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا “، كما أشار القرآن الكريم إلى أن الأبنية والمساكن تشكل ذوق الأمم وتعبر عن حضارتها ، والمساكن شاهدة على أهلها بصلاحهم أو بظلمهم ، يقول تعالى: “فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” ، فكأن المساكن الخاوية دالة على ظلم من كان يسكنها ، وعلى أنهم لم يستقيموا على منهج الشرع في هذا الأمر ، يقول سبحانه : “وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ” ، والتعدي على أملاك الدولة بالبناء عليها  اجتراء على حق الله تعالى وعلى حقوق المجتمع ، كما أنه أخذ لمال الغير دون حق ،  وتعدٍ على المرافق المخصصة لغيره من المياه والكهرباء والطرق وغيرها ، وقد قرر الفقهاء عقوبة التعدي على المال العام تحت مسمى الغُل ،يقال: غلَّ فلان أي: خان في المغنم، أو مالِ الدَّولة، وأخذ أشياء في خفاء، قال تعالى: “وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ” ، والتعدي على المال العام والحق العام إثم عظيم ، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم ) : “من اقتطع شبرًا من الأرض ظلمًا طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أراضين” ،  ولا يجوز أن يفلت المجرم بجريمته ، ولن يستقيم حال الأمم إلا من خلال إعلاء الحق العام على الحق الخاص ، والشرع يتفق تماما مع ردع المخالف وتوقيع العقوبة المناسبة عليه .

كما أوضح سيادته أن المهمة السامية للداعية أن يُقوِّم في الناس أهواءهم ، مشيدًا بجهود معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في مجال تدريب وتثقيف الأئمة والواعظات ، ونقلهم في الاجتهاد والنظر الفقهي السليم نقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخ الوزارة، كما قامت الوزارة بتدريبهم على أن يكونوا فقهاء ومجددين وقادرين على مواجهة القضايا العامة، وهذا أمر واضح للعيان ، وتعتبر تجربة الأوقاف تجربة رائدة في كثير من الدول الإسلامية من خلال الرعاية والتقويم والتدريب الذي يُبنى على أساس راقٍ من البحث العلمي والتحصيل والدراسة ، وتتميز بشفافية وموضوعية.

وفي كلمته أكد د / أيمن أبو عمر أن المسكن والبناء دليل الحضارة والرقي ، فينبغي أن تظهر الأبنية في صورة حضارية تسر الناظرين ، مبينًا أن الخطاب الديني ليس بعيدًا عن قضايا الناس ، ولا عن حياتهم الاجتماعية ، وهذا هو عين التجديد ، ومن أهم الجوانب التي ينبغي احترامها النظام العام ، واحترام قوانين الدولة التي يعيش الإنسان فيها ، فالكون كله مبني على نظام دقيق ، وإبداع عجيب ، يقول تعالى : “لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” ،  ويقول سبحانه : “إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ” ، فالشمس تشرق كل يوم بانتظام ، وتغرب بانتظام ، وللكون كله حركة دؤوبة منتظمة تدل على عظمة خالقه ومبدعه ،  مضيفًا أن أصل القوانين المنظمة لعملية البناء والمساكن كامنة في القواعد الكلية التي  بنى عليها الفقهاء الأجلاء الفقه،  فمن الكليات التي أتى بها الدين الحنيف الحفاظ على النفس الإنسانية ، والمخالفة في البناء والمساكن تعرض الأنفس الإنسانية للضياع والهلاك ، فمن يتحمل مسؤولية هذه الأرواح؟ ، يقول  تعالى: “مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا “، والخلل بالنظام يعود بالضرر على الفرد والمجتمع ، والحاكم العادل والمقسط يمنع الله تعالى به ما لا يمنعه بالقرآن الكريم ، ليعود للمجتمع أمنه وأمانه، والتوعية الدينية والإعلامية بمثل هذه القضايا أمر في غاية الأهمية ،  فإنه لا ضرر ولا ضرار ، والضرر يزال ، والمصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة .

كما أكد أن وزارة الأوقاف تأخذ على عاتقها بقيادة معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الانتقال من فكر ثقافة النخبة إلى فكر ثقافة العامة ،حتى نصل إلى مفهوم ثقافي مجتمعي يتعامل به الناس جميعًا، سواء من خلال تدريب الأئمة وتأهيلهم ، أم من خلال ما تصدره وزارة الأوقاف من مؤلفات تخدم قضايا الدين والمجتمع ، كما أن أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين تؤهل السادة الأئمة والواعظات على التحدث الجيد في القضايا العامة والمجتمعية ، فالأمر لا يقتصر على اللغة العربية والقضايا الشرعية، بل يمتد ليشمل القضايا المجتمعية والأصولية الكبيرة والمبادئ العامة ، كما تم إنشاء إدارة للدعوة الإلكترونية، حيث إنه في ظل انتشار (فيروس كورونا المستجد) يتم استخدام أدوات التواصل الاجتماعي ، وكذلك إنشاء إدارة للتدريب عن بُعد ، هذا بالإضافة إلى الكثير من المؤلفات التي تعالج موضوعات عميقة من الكليات الست التي لا تختلف عليها ملة من الملل ولا شريعة من الشرائع .

 

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى