حسن العلاقة مع الله (عز وجل) علاج كثير من الأدواء النفسية
لا ينكر أحد أن الظروف التي يعيشها العالم اليوم سواء من صراعات وتوترات وتحديات اقتصادية من جانب، إضافة إلى بعض الآثار النفسية المترتبة على انتشار فيروس كورونا وما يتطلبه من إجراءات لم يعتد عليها الخلق من قبل بما حدَّ من حركة حياتهم من جانب آخر، كل ذلك ألقى بظلاله على النفس البشرية، فأصاب البعضَ جانبٌ من التوتر أو القلق الذي ربما يصل عند البعض منهم إلى حد الاكتئاب، مع درجات متفاوتة من الترقب والحذر لدى الكثيرين.
كل ذلك يلقي بمسئولية كبيرة على الأطباء وعلماء الدين والنفس والاجتماع والمفكرين لمحاولة إخراج الناس من تلك الحالات النفسية التي يمرون بها أو العمل على تخفيف حدَّتها وآثارها على أقل تقدير، كل في مجاله وميدانه، لتعويض حالات الجفاف التباعدي الضروري الذي تقتضيه طبيعة المرحلة.
ومن المنظور الديني فإننا نركز على محورين:
الأول: الثقة في الله عز وجل وحسن الرجوع إليه وحسن العلاقة به، ذلك لأن إحساس الإنسان بأنه في معية الله (عز وجل) وحفظه ورعايته من أهم سبل أمانه النفسي.
الأمر الآخر: هذا أوان التراحم وجبر الخواطر، وتحمل المسئولية الإنسانية والمجتمعية، وإدراك أن المجتمع الإنساني كله في حاجة إلى التراحم وإلى من يأخذ بيده إلى بر النجاة.
فلا مجال للأثرة والأنانية، بل للرحمة والشفقة والحنو، فالإنسان أخو الإنسان.
ولا مجال للاحتكار والاستغلال، بل لمساعدة الآخرين والتخفيف عنهم.
ولا مجال للتربُّح بالفاجعة، بل المجال للإسهام في الخروج منها.
تم إن هذا أوان الزكوات والصدقات، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: “حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَأَعِدُّوا لِلْبَلَاءِ الدُّعَاءَ”.
أ.د / محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف