:أخبار الأوقافأوقاف أونلاين

خلال الندوة التي أقامتها
وزارة الأوقاف بالتعاون مع
صحيفة عقيدتي
بمسجد المراغي بحلوان
بمحافظة القاهرة

د / عمرو عبد الغفار الكمّار ، مساعد مدير عام بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف :

     الوفاء بالعهود والعقود أدب رباني قويم وخلق نبوي كريم

وسلوك إنساني مستقيم

د/ خالد صلاح الدين ، وكيل مديرية أوقاف القاهرة :

    النبي (صلى الله عليه وسلم) ضرب لنا أروع الأمثلة

في الوفاء بجميع صوره

الشيخ / سعيد صبري مدير إدارة أوقاف حلوان :

       من أبرم عقدًا وجب عليه أن يحترمه

ومن أعطى عهدًا وجب عليه أن يلتزم به

برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف, وبالتعاون بين وزارة الأوقاف وصحيفة عقيدتي , أقيمت يوم السبت الموافق 2 / 3 / 2019 م ندوة علمية كبرى بعنوان :” الوفاء بالعهود ” بمسجد ” المراغي ” بحلوان بمحافظة القاهرة ، وحاضر فيها كل من :  د / عمرو عبد الغفار الكمّار ، مساعد مدير عام بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف , د/ خالد صلاح الدين ، وكيل مديرية أوقاف القاهرة , والشيخ / سعيد صبري ، إمام مسجد المراغي بحلوان, وأدار الندوة وقدم لها الأستاذ / إبراهيم نصر – مدير تحرير صحيفة عقيدتي.

  وفي كلمته أكد د / عمرو عبد الغفار الكمّار ، مساعد مدير عام بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف أن وفاء الإنسان بالعقود التي أبرمها ، والعهود التي قطعها أدب رباني قويم ، وخلق نبوي كريم ، وسلوك إنساني مستقيم دعا إليه ديننا الحنيف ؛ حيث يقول الحق سبحانه آمرًا بالوفاء بالعقود : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، ويقول جل شأنه آمرًا بالوفاء بالعهود : {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} ، بل إن القرآن الكريم جعل الوفاء بالعقود والعهود أمارة وعلامة على منزلتين عظيمتين من منازل الإيمان ، ألا وهما الصدق والتقوى ، حيث يقول سبحانه : {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}.

  وأضاف فضيلته أن الحق سبحانه وتعالى أخبر أن أهل الوفاء المستقيمين على عهودهم ومواثيقهم هم أهل محبته ، وصفوته من خلقه ، حيث يقول سبحانه : {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} ، ثم أخبر سبحانه أنهم أصحاب الأجر العظيم ، وورثة جنة النعيم ، فقال جل شأنه : {وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} ثم بيَّن سبحانه هذا الأجر العظيم في موضع آخر من كتابه ، حيث قال سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ} .

وأوضح فضيلته أن ديننا الحنيف أمر بالوفاء بالعقود والعهود ، وحذرنا أشد التحذير من نقضها ؛ لما يترتب على ذلك من خلل و اضطراب مجتمعي ، وفقدان للثقة بين أبناء المجتمع وضياع للحقوق ، وتعطيل لمسيرة المجتمع ونهضته ورقيه ، حيث يقول سبحانه :{وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}، أي : والتزموا الوفاء بكل عهد أوجبتموه على أنفسكم سواء فيما بينكم وبين الله ، أو فيما بينكم وبين الناس ، فيما لا يخالف كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) , ولا تنكثوا الأيمان بعد أن أكَّدْتموها , وقد جعلتم الله عليكم كفيلًا وضامنًا حين عاهدتموه ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) ، : (الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ مَا وَافَقَ الْحَقَّ).

  وفي كلمته بيّن د/ خالد صلاح الدين وكيل مديرية أوقاف القاهرة  أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ضرب لنا أروع الأمثلة في الوفاء بجميع صوره ، فلم يغدر (صلى الله عليه وسلم) يومًا ، ولم يخن ، بل كان (صلى الله برًّا وفيًّا حتى مع أعدائه ، ولا أدل على ذلك من يوم بدر ، حيث يقول حُذَيْفَةُ بْن الْيَمَانِ (رضي الله عنه) : مَا مَنَعَنِي أَنْ أَشْهَدَ بَدْرًا إِلاَّ أَنِّى خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِى ، فَأَخَذَنَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ قَالُوا : إِنَّكُمْ تُرِيدُونَ مُحَمَّدًا ، فَقُلْنَا : مَا نُرِيدُهُ مَا نُرِيدُ إِلاَّ الْمَدِينَةَ ، فَأَخَذُوا مِنَّا عَهْدَ اللَّهِ وَمِيثَاقَهُ لَنَنْصَرِفَنَّ إِلَى الْمَدِينَةِ وَلاَ نُقَاتِلُ مَعَهُ ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) فَأَخْبَرْنَاهُ الْخَبَرَ ، فَقَالَ: (انْصَرِفَا نَفِى لَهُمْ بِعَهْدِهِمْ وَنَسْتَعِينُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ) .

   وأضاف فضيلته أن النبي (صلى الله عليه وسلم) حذر من عقوبة الغدر ، فقال : (إِنَّ الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ اسْتِهِ فَيُقَالُ : هَذِهِ غَدْرَةُ فلان) ، مشيرا إلى أن العلماء فرَّقوا بين العهد والعقد ، فقال بعضهم : العقد هو العهد المؤكد أو الموثق بالكتابة أو الأيمان ، وقال بعضهم : هو ما تعاقد عليه الناس ، أي أنه صار عقد اتفاق بينهم ، سواء أكان شفاهة أم كتابة ، وعلى هذا قالوا : العقد شريعة المتعاقدين ، وفي الحديث القدسي يقول رب العزة (عز وجل) : (ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ).

  و في كلمته أوضح الشيخ / سعيد صبري إمام المسجد أن هناك عهدا آخر ، هو عهد الأمان والسلام لكل من يدخل بلادنا سائحا أو زائرًا أو عاملًا أو مقيمًا طالما أن ذلك يتم بالطرق القانونية ، فكل من يحصل على التأشيرة أو الإقامة أو ختم دخول البلد فقد صار له عهد وعقد أمان ، يحفظ له ماله وعرضه ودمه، وهذا العهد الذي تعطيه الدولة مُلزم لكل مواطنيها والمقيمين بها ، لا يجوز نقضه أو الالتفاف عليه أو التحلل منه لا شرعًا ولا قانونًا ، فإن أخلَّ أحد به أو حاول النيل منه كانت محاسبته في ضوء ما تفتضيه وتنظمه قوانين الدولة في ذلك .

  وأكد فضيلته أن عظمة الإسلام تظهر وتتجلى في أعلى صورها في ضرورة إعلام العدو بنبذ العهد حال العزيمة على ذلك ، حيث يقول (سبحانه وتعالى) مخاطبًا نبينا (صلى الله عليه وسلم) : (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ).

وفي ختام كلمته أشار إلى أن الدين والأمانة والوطنية كل ذلك يدفع دفعًا إلى الوفاء بالعقود والعهود على الوجه الأكمل الأتم الذي يرضى الله سبحانه وتعالى ، فمن أبرم عقدًا وجب عليه أن يحترمه ، ومن أعطى عهدًا وجب عليه أن يلتزم به .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى