:أخبار الأوقافأوقاف أونلاين

خلال افتتاح فعاليات الدورة الثانية من مسابقة بورسعيد الدولية للقرآن الكريم والابتهال الديني وزير الأوقاف:

الشكر والتقدير للسيد / رئيس الجمهورية لاهتمامه بأهل القرآن

ويؤكد :

بلاغة القرآن لا تضاهيها بلاغة ولا فصاحة

وهو كتاب رحمة وهداية وحضارة وبناء لا هدم فيه

 

برعاية كريمة من معالى الدكتور المهندس / مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء , وفي إطار المشاركات التثقيفية والدعوية افتتح اليوم الجمعة 1/3/2019م معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف , وسيادة اللواء / عادل الغضبان محافظ بورسعيد فعاليات الدورة الثانية لمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني (بورسعيد الدولية) ، والتي تحمل اسم المرحوم الشيخ / عبد الباسط عبد الصمد , وبحضور الأستاذ / سليمان وهدان وكيل مجلس النواب , والدكتور أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب , والدكتور / أسامة الأزهري عضو المجلس الاستشاري التخصصي للسيد رئيس الجمهورية للتنمية المجتمعية ووكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب, والسفير / ياسر عاطف مساعد وزير الخارجية للشئون الثقافية , والأستاذ / أشرف صالح نائبًا عن وزير الشباب والرياضة , والأستاذ الدكتور / أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق , وفضيلة الشيخ / صفوت نظير وكيل وزارة الأوقاف ببورسعيد , وبحضور السادة ممثلي السفارات بجمهورية مصر العربية , والإعلاميين , والصحفيين , وعدد من القيادات التنفيذية والدينية بالمحافظة , والتي تبدأ من مساء اليوم الجمعة وحتى الثلاثاء 5 / 3 /2019م ، ويشارك في منافسات هذه الدورة (55) من الشباب الذين يمثلون (29) دولة عربية وأفريقية ، والذين يتنافسون في (3) فروع حفظ القرآن الكريم بأحكامه والأصوات والإنشاد والابتهالات .

وفي بداية كلمته وجه معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الشكر والتقدير للسيد/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لاهتمامه بالخطاب الديني , وأكد معاليه أن القرآن الكريم محور الدعوة الإسلامية , وهو كلام الله من قال به صدق , ومن حكم به عدل ,ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم , وهو كتاب هداية , ورحمة وبناء وحضارة وعمران , ولم يلبث الجن إذ سمعته أن قالوا : { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا } .

موضحًا معاليه أن لغة القرآن لا تضاهيها لغة في بلاغتها وفصاحتها , مدللا بأن لغة القرآن الكريم تتميز بأن كل لفظة أو مفردة من مفرداتها قد وقعت موقعها ، حيث يقتضي المقام ذكرها دون سواها أو مرادفها ، وقد يؤثِر النص القرآني كلمة على أخرى وهما بمعنى واحد ، ويختار كلمة ويهمل مرادفها الذي يشترك معها في أصل الدلالة ، وما كان للمتروك أن يقوم مقام المذكور أو يدانيه بلاغة لو ذكر مكانه ، ثم ذكر معاليه بعض النماذج على ذلك ، ومنها : * قوله تعالى : ” وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا” (الزمر :71) حيث جاءت كلمة ” فتحت” غير مسبوقة ولا مقرونة  بالواو ، وقوله تعالى : “وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا ” ( الزمر : 73) حيث جاءت كلمة ” وَفُتِحَتْ” مسبوقة بالواو  ، فهذه الواو التي جاءت في قوله تعالى : ” وَفُتِحَتْ ”  في الحديث عن أهل الجنة قال بعض العلماء والمفسرين: إنها واو الحال ، والمعنى: جاءوها والحال أنها مفتوحة ، وذلك من زيادة إكرام الله (عز وجل) لعباده المؤمنين أن جعل الجنة مفتحة الأبواب مهيأة لاستقبالهم قبل قدومهم إليها، والحال ليس كذلك مع أهل النار ، بل إن النار تأخذهم بغتة ، وقال بعض المفسرين واللغويين: إن هذه الواو واو الثمانية، ذلك أن بعض القبائل العربية كانت تعد ، فتقول : واحد ، اثنان ، ثلاثة ، أربعة ، خمسة ، ستة ، سبعة ، وثمانية ، فتأتي بالواو مع العدد الثامن ، وذكروا لذلك شواهد منها قوله تعالى : ” سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ “(الكهف :22) حيث ذكرت الواو مع العدد الثامن ، وقوله تعالى: ” التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ” (التوبة:112) حيث ذكرت الواو مع العدد الثامن ، وقوله تعالى : ” عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ” (التحريم :5) حيث ذكرت الواو أيضًا مع العدد الثامن ، مع أن الواو في هذه الآية لها معنى آخر وهو إفادة التنويع ، ولا مانع أن يتضمن الحرف أكثر من معنى.

وقـــد ذكـــرت واو الثمــانية في قــوله تعالى : ” وَفُتِحَتْ ” في الحديث عن أهل الجنة دون قوله تعالى : ” فُتِحَتْ ” في الحديث عن أهل النار ، لأنّ أبواب النار سبعة لقوله تعالى في الحديث عنها : ” لَهَا سَبْعَة أَبْوَاب لِكُلِّ بَاب مِنْهُمْ جُزْء مَقْسُوم “( الحجر : 44 ) ، أما أبواب الجنة فثمانية لقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فتحت له ثمانية أبواب يدخل من أيها شاء ” (الترمذي) ، فلما كانت أبواب الجنة ثمانية أُتي معها بالواو ، ولما كانت أبواب جهنم سبعة لم يؤت معها بالواو ، وفي كون أبواب الجنة ثمانية وأبواب جهنم سبعة ما يدل على أن رحمة الله (عز وجل) أوسع من غضبه ، يقول الحق سبحانه وتعالى : ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” (الزمر:53) . وغير ذلك من النصوص القرآنية  مما أثار إعجاب الحاضرين بعمق التناول العلمي والفهم الدقيق للأوجه البلاغية للنص القرآنية وعرض معاليه المستند إلى الحجة والبرهان .

وفي ختام الاحتفال قام معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف , وسيادة اللواء / عادل الغضبان محافظ بورسعيد بتكريم اسم فضيلة الشيخ / عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله – وتسلم درع التكريم ابنه اللواء طارق عبد الباسط عبد الصمد .

.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى