:أخبار الأوقافأوقاف أونلاين

ملتقى الفكر الإسلامي بالحسين يناقش
” أثر العمل التطوعي في خدمة الوطن ”

النائب / محمد شعبان :

مصر بقيادتها وأبنائها قادرة على تخطي الصعاب

نحن في أمس الحاجة إلى نشر الفكر المستنير الذي يواجه الفكر المتطرف

والعمل التطوعي ليس قاصرًا على تقديم الطعام والغطاء

بل بتصحيح الفكر وكشف الزيف

الشيخ/  جابر طايع :

       العمل التطوعي يرفع عن الناس تعب الحياة ويفرج كربهم

وهو دليل على الإيجابية والمشاركة الفاعلة في المجتمع

بالتوجيه والإصلاح والارتقاء بالفرد والوطن

الشيخ / عمر عبد المغيث :

حب الوطن من الدين وخير الناس أنفعهم للناس

فهم النصوص في ضوء فقه الواقع ضرورة ملحة

  برعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وترسيخا لمبادئ المواطنة وغرسا لروح الولاء ، أقيمت الحلقة الثامنة عشرة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف ، مساء يوم الأحد 18 / 6/ 2017م بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) تحت عنوان : ” أثر العمل التطوعي في خدمة الوطن  “، وحاضر فيها كل من: سيادة النائب / محمد شعبان عضو مجلس النواب ، وفضيلة الشيخ/  جابر طايع وكيل أول وزارة الأوقاف ورئيس القطاع الديني ، بحضور فضيلة الدكتور / حسنى أبو حبيب وكيل مديرية أوقاف القاهرة ، و د/ محمد عزت منسق الملتقى ، ولفيف من شباب الدعاة بالوزارة ، وجمع غفير من المشاهدين والسادة الإعلاميين ، وأدار اللقاء فضيلة الشيخ/ عمر أحمد عبد المغيث إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) .

   وقد استهل اللقاء فضيلة الشيخ/ عمر عبد المغيث بالترحيب بالضيفين الكريمين ، مؤكدًا على أهمية العمل التطوعي في خدمة الدين والوطن ، وهذا ما حثنا عليه الإسلام الحنيف فقال تعالى : {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وفى الحديث لما سئل النبي (صلى الله عليه وسلم) يا رسول الله ، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله (عز وجل)؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا، أَوْ تُطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلِأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ، (يعني المسجد النبوي)، شَهْرًا، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ؛ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلَأَ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) قَلْبَهُ أَمْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى أَثْبَتَهَا لَهُ أَثْبَتَ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ) عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ).

   وفى بداية كلمته رحب فضيلة الشيخ / جابر طايع بالضيف الكريم سيادة النائب/  محمد شعبان عضو مجلس النواب ، وبجمهور الحاضرين , مؤكدًا أننا في أمس الحاجة لأن نفهم ديننا فهما صحيحا ، لا كما يفهمه أصحاب الفهوم السقيمة الذين يعملون ليل نهار على بث الفرقة وتمزيق المجتمع ، فقد سئل النبي (صلى الله عليه وسلم) : (يا رسول الله، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: سَقْيُ الْمَاءِ) ، هذا الجواب من النبي (صلى الله عليه وسلم) والناس حالهم أصحاب بادية ، والماء عندهم له قدره وخطره ، لذلك كان أفضل الصدقة ، فكل ما يحتاج إليه مجتمعنا يكون وقت الحاجة إليه أفضل الصدقة وأفضل العمل , فلو احتاج الناس إلى الطعام لكان الطعام أفضل الصدقة ، ولو احتاج الناس إلى الغطاء لكان الغطاء أفضل الصدقة.

  كما نبه فضيلته إلى أن العمل التطوعي دليل على الإيجابية التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، والتي تعني الشعور بالمسئولية والمشاركة الفاعلة في المجتمع بالتوجيه والإصلاح والارتقاء بالفرد والوطن ، ومن ثم يتحقق فيه قول الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ، فالمُجتمع القوي هو ما يكون كالبنيان الواحد في ترابُطه وتعاونه ، كما يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجســد بالسهر والحمى). فعند الشدائد تظهر معادن الرجال ، ونحن في حاجة إلى التعاون والتكافل والتكامل والعمل التطوعي أكثر من أي وقت مضى.

   كما أكد فضيلته أن العمل التطوعي يرفع عن الناس تعب الحياة ويفرج كربهم ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ…)، مشيرا إلى أن العمل التطوعي لا يقتصـر  علـى التطـوع بالمـال وحده ، وإنما يتعـدى إلى مجـالات متنوعة ، منها : السعي على الضعفاء والمحتاجين كالأرامل والمساكين واليتامى وغيرهم، يقول النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم) : (السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ ، أَوِ الْقَائِمِ اللَّيْل الصَّائِمِ النَّهَار). ومنها : المنافسة في الخيرات ، ولو تأملنا حياة الصحابة الكرام (رضي الله عنهم) لوجدناها زاخرة بالبذل والعطاء وفعل الخير والتضحية في سبيل الله ، بل إنهم ضربوا أروع الأمثلة في ذلك ، فقد كانوا يسارعون ويتنافسون في هذا المجال .

   كما أشار فضيلته إلى أن الإسهام في خدمة المجتمع بالعمل التطوعي وخاصة وقت الأزمات والشدائد والمحن له أجر كبير عند الله سبحانه وتعالى ، حيث وعد سبحانه وتعالى أهل الإيمان المسارعين إلى فعل الخيرات بجنة عرضها السموات والأرض ، فقال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، وبهذا يحقق العمل التطوعي التكافل والتكامل بين أفراد المجتمع ، ومن ثمَّ فلا ينبغي أن يتوانى الإنسان في العمل التطوعي وفي فعل الخير الذي يعود بالنفع على الناس ، بل ولا يحتقر أي صنيع من صنائع المعروف حتى ولو كان قليلا أو صغيرًا فله فيه أجر ، يقول (صلى الله عليه وسلم) : (كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ).

   وفي ختام كلمته أكد فضيلته أن العمل التطوعي ينبع من الحس الإيماني ، فقد قال (صلى الله عليه وسلم) : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) ، وقد رأينا في رمضان مسارعة الناس إلى فعل الخير والإنفاق في كل وجوه المعروف لسد حاجة الفقراء دون تنسيق  من دولة أو مؤسسة بل عمل خيري تطوعي ، لذا كان مصر عصية على أن يشتت شملها أو أن يفرق نسيجها الوطني لما بها من ترابط وتآخي بين طوائف المجتمع.

  ومن جانبه أكد سيادة النائب / محمد شعبان عضو مجلس النواب عن دائرة السيدة زينب أننا يجب أن نتعرف على حاجات المجتمع ونقدم له كل ما يحتاجه ، مشيرًا إلى أن روح التسابق للخيرات في رمضان نتطلع أن تكون طوال العام في رمضان وغير رمضان، موضحا أن العمل التطوعي ليس قاصرا على الجوانب المادية من طعام وشراب، بل يشمل التطوع في إصلاح الجانب الفكري ونشر الفكر المستنير الذي يجابه الفكر المتطرف , فحاجة الوقت الآن مواجهة الفكر المنحرف.

   وأضاف سيادته أننا في أمس الحاجة لأن نعلم أبناءنا قيمة هذا الوطن الغالي، وينبغي أن يكون هذا من أولويات الجمعيات العاملة على الأرض بين الناس وفي المجتمع ، كما أكد سيادته أننا يجب أن نعلم أبناءنا قيمة الوحدة التي تحفظ على الوطن بقاءه ورخاءه .

   وفي ختام كلمته أكد سيادة النائب أن مصر بقيادتها وشعبها قادرة على تخطي الصعاب ومواجهة المخاطر المحيطة بها ، وأننا يجب أن نستوعب هذا الجيل من الشباب  ونصهره في حب الوطن وخدمته والدفاع عنه ، داعيا الله عز وجل أن يحفظ البلاد والعباد وأن يجمع شملنا ويقضي على أصحاب الدعوات الهدامة المفرقة .

  وفي ختام اللقاء أكد فضيلة الشيخ / عمر أحمد عبد المغيث إمام المسجد الحسيني أن حب الوطن من الدين ، فرسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما هاجر من مكة إلى المدينة وقف وقال: (والله إنك لأحب البلاد إلى الله وأحب البلاد إلي ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت) ، ولما وصل إلى المدينة قال: ( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد ) ذلك ليعلمنا أن حب الوطن مركوز في النفوس مفطور في القلوب لا يخلو منه إنسان مستقيم الفطرة.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى