:أخبار الأوقافأوقاف أونلاين

من تحقيقات الأهرام اليوم الجمعة 29 / 1 / 2016م

صورة أرشيفية من الأهرام
«الكتاتيب العصرية» .. تواجه التطرف
 تحقيق- نادر أبو الفتوح:
جاء قرار وزارة الأوقاف بتطبيق نظام «الكتاتيب العصرية»، ليمثل نقلة نوعية فى مواجهة التطرف، من خلال نشر الوسطية والاعتدال بين الأجيال الجديدة منذ الطفولة، وكذلك من خلال مواجهة الدخلاء على الدعوة وغير المتخصصين، وتسعى الأوقاف لتكون الكتاتيب الجديدة نموذجا عصريا، ليس فقط فى حفظ القرآن الكريم، ولكن فى فهم المعانى والقيم وتعليم اللغة العربية بأساليب عصرية.

علماء الدين من جانبهم، أكدوا أن نظام الكتاتيب العصرية مشروع تنويرى سيكون له دور كبير فى مواجهة التطرف ونشر الوسطية والاعتدال، وطالبوا بضرورة تعميم هذه الفكرة فى جميع مساجد الجمهورية، لأن ذلك سيؤدى لاكتشاف المواهب من الحفظة، بجانب تعليم القيم والأخلاق والحث على الفضيلة، وطالبوا وزارة الأوقاف بضرورة استخدام الوسائل الحديثة فى الحفظ، لأن الأجيال الجديدة لديهم القدرة على التعامل مع هذه الوسائل، ولابد من الاستفادة بهذه القدرات فى حفظ القرآن الكريم.

وأوضح الشيخ محمد عبد الرازق رئيس القطاع الدينى بالأوقاف، أن خطة الوزارة لتطوير الكتاتيب لتكون خط الحماية الأول لمواجهة التطرف والتشدد وتنشر الوسطية والاعتدال، وذلك بتشجيع الشباب على الحفظ وفهم المعانى والقيم الأخلاقية، بهدف شر الثقافة الإسلامية وتوعية الأطفال بحقوق الوالدين والجيران والحث على الفضيلة، لأن الوزارة تقيم مسابقات دولية ومحلية لحفظ القرآن، وقد تم إضافة محور جديد للمسابقة العام الماضى وهو فهم معانى القرآن الكريم، وكل ذلك يؤكد أن الوزارة تعمل بكل جهد لحماية الأطفال والشباب، وسوف تقدم الأوقاف كل الإمكانيات المطلوبة لهذه الكتاتيب لتؤدى دورها المنشود. وأوضح أن الوزارة أجرت اختبارات لعدد من المحفظين ونجح بالفعل 378 محفظا، وسيتم خلال أيام اختبار المتقدمين الجدد وبلغ عددهم 4 آلاف، وسيتم اختيار ألفى محفظ، وهذه التجربة ستكون فى المساجد الكبرى وعواصم المدن، ونسعى لأن يكون هناك 10 آلاف كُتاب عصرى على مستوى الجمهورية.

اكتشاف المواهب

وقال الشيخ أحمد ترك مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف إن الكتاتيب هى الحل الأمثل لتحصين الشباب من التطرف وغرس القيم الدينية، مؤكدا أن الكتاتيب لها دور كبير فى تعليم اللغة العربية والثقافة الإسلامية، كما أن دورها سيكون محوريا فى التوعية منذ الطفولة، ولذلك فهناك اهتمام كبير من جانب وزارة الأوقاف بالكتاتيب، لتؤدى دورها المنشود فى تخريج أجيال جديدة من حفظة القرآن الكريم، وستكون هذه الكتاتيب فرصة لاكتشاف المواهب من حفظة القرآن الكريم، وستلعب دورا فى تشجيع الشباب على حفظ القرآن وتعلم الثقافة الإسلامية، كما أن تطويرها بوسائل العصر يزيد من إقبال الشباب والأطفال عليها، والمؤكد أن تطبيق الكتاتيب العصرية يؤدى لوجود جيل من الشباب المسلم، لديه العلم الصحيح والثقافة الوسطية، وبهذا تكون الكتاتيب قامت بدور فى مواجهة التطرف لدى الأجيال الجديدة، التى تربت على الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام، لأن هذه الأجيال تربت على يد علماء ومحفظين يتسمون بالوسطية والاعتدال.

مشروع تنويري

من جانبهم أشاد علماء الدين بمبادرة وزارة الأوقاف بإنشاء الكتاب العصري، ووصف الدكتور طه أبو كريشة عضو هيئة كبار العلماء، المبادرة بأنها مشروع تنويري، سيكون له دور كبير فى مواجهة التطرف ونشر سماحة الإسلام، وتشجيع الشباب والأطفال، لأن الأجيال الجديدة لديها قدرة على استخدام هذه الوسائل، وتوظيف هذه القدرات فى الحفظ وفهم معانى القرآن الكريم، وهوما سيكون له مردود ايجابى كبير على الشباب والأجيال الجديدة، الأمر الذى ينعكس بالإيجاب على المجتمع .

ضرورة لنشر الوسطية

وفى سياق متصل قال الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، إن المجتمع المصرى فى هذه المرحلة فى حاجة لعودة الكتاتيب، بشرط أن يكون كتابا متطورا، وأن يكون فى كل مسجد ومركز شباب كتاب لتحفيظ القرآن الكريم، فكما أننا نحتاج إلى تقوية البدن بممارسة الرياضة، فنحن فى حاجة أيضا لتقوية الجانب الروحى والديني، من خلال الكتاتيب فى المساجد ومراكز الشباب، حتى يعود الخير إلى بلادنا مع عودة حفظ القرآن الكريم، كما أن الشاب الأزهرى فى حاجة إلى أن يقوى أداءه فى الدعوة، وترتكز القوة فى الدعوة على القرآن الكريم، فالطالب الأزهرى عندما يكون حافظا للقرآن الكريم، ويتخرج ليأخذ عمله كداعية أو واعظ أو محفظ، لاشك أنه سيكون مشرفا فى أدائه قويا فى توجيهه.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى