:أخبار الأوقافأكاديمية الأوقاف الدوليةأوقاف أونلاين

خلال انطلاق منتدى الحوار الثقافي
بأكاديمية الأوقاف الدولية
لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين

وزير الأوقاف :

تنظيم النسل ضرورة شرعية ووطنية

ويجب مراعاة أحوال الدول كما تراعى أحوال الأفراد

وعام 2021 عام العلم والوعي

أ.د/ عوض تاج الدين :

الهدف الأساس من تنظيم الإنجاب

هو جودة حياة الإنسان الاجتماعية بكل مكوناتها

الكثير من مشاكلنا الحقيقية نتاج وانعكاس للزيادة السكانية

د/ طارق توفيق :

دور وزارة الأوقاف وتعاونها مع وزارة الصحة

يشكل حالة من الوعي لدى المواطن

من منطلق تضافر جهود جميع مؤسسات الدولة بين الجهات

أ.د/ عبد الله النجار :

العبرة ليست بالكثرة

وإنما العبرة بما ينفع الناس والمجتمع

 في إطار اهتمام وزارة الأوقاف بسائر القضايا الشرعية والوطنية والمجتمعية , وتصديها لما يهدد برامج ومسيرة التنمية في مصر, أقيمت اليوم الثلاثاء 13 / 10 / 2020م أولى حلقات منتدى الحوار الثقافي لمناقشة ثاني أكبر تحد للدولة المصرية بعد مواجهة الإرهاب وهي القضية السكانية , تحت عنوان “تنظيم عملية الإنجاب رؤية شرعية وضرورة واقعية” , بمقر أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين , وذلك بحضور معالي الأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف , والأستاذ الدكتور/ عوض تاج الدين مستشار سيادة الرئيس للشئون الصحية ووزير الصحة الأسبق , والدكتور/ طارق توفيق نائب وزير الصحة لشئون السكان , و الأستاذ الدكتور/ عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية , وبحضور نحو ستين إمامًا وواعظة , وعدد من الصحفيين والإعلاميين في لقاء حواري مفتوح لمناقشة القضية من مختلف أبعادها , مع مراعاة إجراءات التباعد الاجتماعي , وسائر الإجراءات الاحترازية والوقائية اللازمة.
وفي كلمته قدم معالي أ.د/ محمد مختار جمعة الشكر للسادة الحضور , مؤكدًا أن قضية الإنجاب أصبحت ضرورة شرعية ووطنية في مصر , وأن هذه القضية قد تخطى الكلام فيها من حيث الحِل والحرمة إلى حالة الضرورة نظرًا لخطورتها الكبيرة على مقدرات وبرامج مسيرة التنمية , وأن هذه اللقاءات تأتي في إطار إيجاد حلول جادة في مواجهة قضية الزيادة السكانية وتنظيم الإنجاب , لذا كانت أولى حلقات منتدى الحوار الثقافي لمناقشة ثاني أكبر تحد للدولة المصرية بعد مواجهة الإرهاب هو مناقشة هذه القضية.
وفي سياق متصل بيِِِن معاليه أن الزيادة السكانية في مصر تبلغ نسبتها 1,8 % , أي مليونًا و 800 ألف , وهذه الزيادة تمثل إجمالي العدد الفعلي للسكان في بعض الدول على أرض الواقع , وهي تقتضي من الناحية التعليمية زيادة نحو 2000 مدرسة , و 40 ألف معلم , و 900 ألف وحدة سكنية , وغير ذلك من المرافق , وما يلزم لقيام كيان دولة بالكامل , والزيادة السكانية في مصر معناها إنشاء دولة كاملة بمرافقها وجميع متطلباتها.
ثم أكد معاليه انه كلما زاد مستوى الوعي لدى الأسرة زاد مستواها التعليمي والتربوي والثقافي , وأن الكثرة المطلوبة هي الكثرة النافعة القوية التي ليست كغثاء السيل , وأن القدرة لا تقاس بمقاييس الأفراد , وإنما بمدى نفع الأفراد لبلادهم , لذا يجب علينا تصحيح الثقافات في كل شئ من أجل تكوين أسرة سليمة ؛ تكون لبنًة قويًة في مستقبل الوطن , وإذا نظرنا إلى حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ” يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ” , وجدنا أن القدرة المقصودة في هذا الحديث هي القدرة الكاملة من الناحية المالية والنفسية والصحية والبدنية , والقدرة على بناء أسرة قوية وسليمة ؛ حتى لا يقصر رب الأسرة تجاه مسئوليتة نحو رعاية أسرته.
كما شدد معاليه على ضرورة التسوية الكاملة بين الأبناء في الرعاية والصحة والتعليم والإنفاق , يقول (صلى الله عليه وسلم) : ” مَنْ كَانَتْ لَهُ أُنْثَى فَلَمْ يَئِدْهَا وَلَمْ يُهِنْهَا وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا – يَعْنِي الذُّكُورَ – أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ” , مؤكدًا معاليه أن هناك أبعادًا دينية تتعلق بالفهم الخاطئ للنصوص يقوم أئمة وزارة الأوقاف والواعظات بتصحيح تلك المفاهيم الخاطئة , فلقد تم عقد 56 دورة لتصحيح المفاهيم التي تتعلق بتنظيم الأسرة , وأن الواعظات بمشاركة المرشدات الصحيات قمن بحملة طرق الأبواب بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان , مختتمًا معاليه بالتشديد على وجوب مراعاة أحوال الدول كما تراعى أحوال الأفراد.
وفي كلمته أكد أ.د/ عوض تاج الدين أن الهدف الأساسي للدولة هو جودة حياة الإنسان الاجتماعية بكل مكوناتها , الأسرية , والثقافية , والصحية , مشيرًا إلى أن كثيرًا من مشاكلنا الحقيقية هو نتاج وانعكاس للزيادة السكانية , وأن عدد سكان مصر عام 1952م كان 23 مليون نسمة , وأصبحنا هذا العام (101 مليون نسمة) بالإضافة إلى حوالي 7-8 مليون نسمة خارج مصر , وأن الكثير منهم ينتفع الخدمات في مصر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة , كما أشار سيادته إلى اهتمام وزارة الصحة بالأطفال والأمهات , وارتفاع مستوى الخدمات الصحية التي تقدمهال الدولة , مما كان له عظيم الأثر في انخفاض نسبة الوفيات , وأصبح متوسط عمر الإنسان يصل إلى 70 عامًا بعد أن كان 50 عامًا , موضحًا أن نسبة المواليد في مصر حوالي 2 مليون نسمة سنويًا قابلة للزيادة ؛ لذا تقوم الدولة ومؤسساتها بجهد كبير وملموس بتوفير الخدمات لهذا الكم الهائل من السكان , مما كان لهذه الزيادة الأثر السلبي على الرقعة الزراعية بالتعدي عليها بالبناء.
وفي ختام كلمته أكد أن هدفنا هو ضرورة الارتقاء بالإنسان المصري وجودة حياته وسلامة عيشه , مشيرًا إلى أن السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وجه بتخصيص مليار جنيهًا للصحة والتعليم , ومن ناحية أخرى أكد على ضرورة التباعد بين ولادة الأطفال حفاظًا على الصحة الإنجابية للمرأة.
وفي كلمته أكد د/ طارق توفيق على أهمية دور علماء وزارة الأوقاف لإحداث تغيير مجتمعي شامل ؛ لما لهم من دور محوري مهم بين الناس , مشيدًا بدور وزارة الأوقاف وتعاونها مع وزارة الصحة لإحداث حالة من الوعي لدى المواطن من منطلق تضافر جهود جميع مؤسسات الدولة , مشيرًا إلى أن الزيادة السكانية الهائلة لها أثرها على موارد الدولة وتقديمها للخدمات , مما يؤثر على نصيب الفرد في التعليم والصحة , مختتمًا سيادته بضرورة أن تكون التوعية مبنية على أساس علمي يعتمد على التركيز والاستمرار , وسيكون هناك تدريب مستمر للأئمة والواعظات على مستوى الجمهورية , محذرًا من خطورة الزواج المبكر ؛ لما لها من آثار سلبية على الوطن والدولة.
وفي كلمته وجه أ.د/ عبدالله النجار الشكر لمعالي وزير الأوقاف العالم الداعية الفقيه المجدد ؛ رائد التجديد الدعوي في العصر الحالي , مشيدًا بمناقشة القضايا الهامة التي تمس واقعنا المعاصر , مؤكدًا أن قضية تنظيم النسل من القضايا الهامة التي تمس كيان وكرامة وعزة الإنسان , يقول (صلى الله عليه وسلم) : ” كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُوْلُ” , مشيرًا إلى أن الزيادة السكانية تعوق التنمية والتطوير في مصر , مبينًا أن حق الآباء في البر هو حق تبادلي ؛ فيجب على الوالد أن يقدم لولده ما يدعوه لبره , أما من ينجب أبناء ويتركهم دون رعاية فقد قدم لأبنائه العقوق , موضحًا أن العبرة ليست بالكثرة وإنما العبرة بما ينفع الناس والمجتمع , يقول تعالى : ” لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ”, مختتمًا سيادته بالتأكيد على أهمية الوعي الثقافي.
وفي نهاية اللقاء أكد معالي أ.د/ محمد مختار جمعة أن الوزارة تعمل على منهج التدريب والمسابقات بهدف التحفيز , فقمنا بعمل مسابقة “رؤية” للفكر المستنير بالتعاون مع التربية والتعليم , وكذلك عمل مسابقة “رؤية” المفتوحة , كما تقوم الوزارة بعمل مسابقة “ربيع الأول” بالتعاون مع جريدة الجمهورية.

 

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى